من وحي الطوفان(١٥)

data:post.title

من وحي الطوفان(١٥)


د. صالح بن خلفان بن محمد البراشدي.






  المقدسات الإسلامية (١٠ )

      واجبنا نحو المقدسات/د

٤- الدفاع عنها والذود عن حياضها.


ثم الجهاد في سبيل الله 

حق على الكل بلا اشتباه


أعني قتال المشركين الظلمة 

والمعتدين في جميع الأنظمة


اقتحموا الأقصى كذاك الحرما 

مقدسات الله ما قد عظّما


لذاك فالجهاد والمدافعة 

من واجبات المسلمين الواسعة 


جهادهم بالسيف والنبال 

والقنبلات في جميع الحال 


وبالصواريخ وما في الأيدي 

من عبوات النار دون قيد 


كذلك الجهاد باللسان

فإنه أقوى من السنان 


فجاهدوا واستنهضوا الأقواما 

وشجعوا العموم والأعلاما 


يواجهون المعتدي الصهيونا

من دمّروا وشرّدوا المأمونا 


في غزة وفي جميع الدول 

ولتتركوا للعجز والتخاذل 


والبذل للأموال في الجهاد 

مما أتى عن قدوة العباد 


من جهز الغازي كأنه غزى 

ونال من ربي ثواب من غزى 


فجاهدوا في الذكر جاء الأمر

كذا اثبتوا في الحرب لا تتقهقروا 


ولتنصروا الله بفعل ما أمر 

في الذكر في السنة عن خير البشر


والنصر آتٍ بعد هذي الشدة 

كما أتى في آية وسنة 


إن من الواجبات الشرعية تجاه المقدسات الإسلامية الدفاع عنها  والذود عنها في حالة تعرضها إلى أي ضرر أو هجوم من الأعداء، فلماذا الدفاع عن المقدسات؟

تمت الإشارة سابقا إلى أن المقدسات تحتل مكانة عظيمة في النفس الإنسانية لمالها من المكانة والقيمة عبر الأجيال، وهذه المكانة لا ترتبط بالمسلمين فقط وإنما ترتبط بالبشرية جمعا في الدفاع عن المقدسات، ويعتبر البيت الحرام من أعظم المقدسات، وبالنظر إلى التاريخ نجد أن تعظيم البيت الحرام يمتد إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام، والله تعالى أمرنا بالدفاع عن المسجد الحرام وغيره من المقدسات، ومقاتلة المشركين إذا قانلوا المسلمين فيه، قال سبحانه:{ وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَیۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡ وَأَخۡرِجُوهُم مِّنۡ حَیۡثُ أَخۡرَجُوكُمۡۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۚ وَلَا تُقَـٰتِلُوهُمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ حَتَّىٰ یُقَـٰتِلُوكُمۡ فِیهِۖ فَإِن قَـٰتَلُوكُمۡ فَٱقۡتُلُوهُمۡۗ كَذَ ٰ⁠لِكَ جَزَاۤءُ ٱلۡكَـٰفِرِینَ (١٩١) فَإِنِ ٱنتَهَوۡا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ (١٩٢) وَقَـٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةࣱ وَیَكُونَ ٱلدِّینُ لِلَّهِۖ فَإِنِ ٱنتَهَوۡا۟ فَلَا عُدۡوَ ٰ⁠نَ إِلَّا عَلَى ٱلظَّـٰلِمِینَ (١٩٣) }

[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٩١-١٩٣]، فعلى المسلمين أن يدافعوا عن المقدسات الإسلامية تعظيما لمكانتها وابتغاء لكسب الأجر والثواب من الله تعالى والتضحية في سبيل ذلك بالغالي والنفيس، وقد ضربت حركات المقاومة في دولة فلسطين المثل الأعلى في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وما حوله في القدس وفي الضفة وفي غزة العزة، وضحوا في سبيل ذلك بأرواحهم وأرواح آبائهم وأمهاتهم وأزواجهم وذرياتهم وأهلهم وجيرانهم وأحبابهم في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى وكسر شوكة الصهاينة المحتلين الغاشمين الظالمين ومن ساعدهم وساندهم من الظلمة المعتدين، فالدفاع عن المقدسات الإسلامية أمانة عظيمة ويجب الوفاء بها، كل يجاهد يقدر طاقته، فالجهاد بالسنان وباللسان وبالمال والله يكتب النصر والتمكين لعباده المؤمنين. 

قال سبحانه:{ وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَیۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِینَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ یَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَیۡءࣲ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ یُوَفَّ إِلَیۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ }[سُورَةُ الأَنفَالِ: ٦٠]،

وقال النّبيّ ـصَلَى اللّه عليه ‏وسَلّم: «جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَلْسِنَتِكُمْ، وَأَنْفُسِكُمْ، وَأَمْوَالِكُمْ، وَأَيْدِيكُمْ» رواه أحمد وأبو داود 

ومن أبرز ثمرات الجهاد في سبيل الله الفلاح والفوز عند الله تعالى،  قال تعالى:{ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوۤا۟ إِلَیۡهِ ٱلۡوَسِیلَةَ وَجَـٰهِدُوا۟ فِی سَبِیلِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ }[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٣٥]، وهو سبب لمغفرة الله تعالى، قال سبحانه:{ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَهَاجَرُوا۟ وَجَـٰهَدُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِینَ ءَاوَوا۟ وَّنَصَرُوۤا۟ أُو۟لَـٰۤئكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقࣰّاۚ لَّهُم مَّغۡفِرَةࣱ وَرِزۡقࣱ كَرِیمࣱ }[سُورَةُ الأَنفَالِ: ٧٤].

فالله الله في المقدسات الإسلامية، وعلينا أن ندافع عنها بما أوتينا من قوة، فالمجاهدون في ساحات الوغى كأهل غزة وفلسطين واليمن وغيرها من بلاد المسلمين لهم الدرجة العليا والمقام الأسمى، والمجاهدون بالمال والدعاء الذين يساندون حركات المقاومة الإسلامية بمآ يعينهم على الجهاد في سبيل الله لهم الثواب العظيم  وهذا يدخل في تجهيز الغزاة الذي دعا إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وجعل لهم أجر المجاهدين، عن زَيدِ بنِ خَالدٍ، ، أنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قَال: مَنْ جهَّزَ غَازِيًا في سبيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا، ومنْ خَلَفَ غَازيًا في أَهْلِهِ بخَيْر فَقَدْ غزَا.

فاللهم اكتب النصر والتمكين للمجاهدين في غزة وفلسطين واليمن وغيرها من بلاد المسلمين، ووحد الله كلمتهم  وألف بين قلوبهم  واكتب الهزيمة والخسران المبين للصهاينة المعتدين ومن شايعهم، يا رب العالمين، واغفر لنا ولجميع المسلمين.

Abrar Al-Rahbi
الكاتب :