وللألوان ألف معنى ومعنى ..!

data:post.title

وللألوان ألف معنى ومعنى ..!


الكاتبة / عبير سيف الشبلية 


أمر مدهش أن تحدث في مدينة مثل هذه اللقاءات العشوائية ، في أماكن مختلفة وزوايا متفاوتة الألوان، تزينها ملامح ووجوه بألوان الثياب المبهرجة، ف تبهرك حينما تتلون بألوان الحديث، وهي تتلذذ بألوان الطعام والشراب في أوج الزحام ..!


لطالما شكلت الألوان أداة اتصال قوية، وأسهمت في تشكيل ملامح الكون، وألقت بظلالها على الانبهار الذي يطرأ على البشر و سلوكيات حياتهم وعمق إداراكهم لمفرداتها وذكرياتها، من ارتباطات الطفولة وبقية مراحل الحياة، ومنذ القدم تعتبر الألوان لغة عالمية وأداة تواصل على تنوع ثقافات العالم واختلافها، فالألوان تدخل في تفصيلات شخصية الإنسان، وكما قال العالم الفنان بابلو بيكاسو : " الألوان مثل الملامح.. تتبع تغيرات المشاعر" 


جميعنا نعشق الألوان.. وننجذب إليها بشغف، فنتهافت لانتقاء المميز والأفضل، مثلما نؤمن بذلك حسب المزاج.


 تقول محدثتي إن اللون البني ويبعث الطمأنينة في النفس ويحيط بنا من كل جانب ، كألوان عيون البعض، وفي القهوة ولون الأرض ! وأكملت : أن اللون البني ناعم دافئ ويشعرني بشيء من الراحة والحنين، والكثير من الأمن والسلام، كل ما فيه هادئ تماما كتضاريس خارطة وطني.


  ولقد أثبت علم نفس الألوان، بأن من الممكن أن تكون الألوان مرجعا قويا، لخلق مساحة من فكر وذوق الإنسان، في أدق تفاصيل الحياة المهمة، إذ يوجد ارتباط قوي بين الألوان ومدى التأثير والتفاعل، فالناس يتخذون قرارات سريعة، بناء على الألوان كأداة تواصل فعالة،  يتم من خلالها موازنة شؤون الحياة.


فالألوان جزء من بيئتنا وهي حولنا في كل مكان وزمان، وهي جزء أساسي من حياتنا، ولها تأثير كبير جدا، ينعكس على الحالة المزاجية والسلوك لدى الأفراد والمجتمع ككل، ولتجنب إرسال رسائل خاطئة بدون قصد، يجب أن نعرف وندقق في معاني وتفسيرات الألوان.


 إذ يمثل اللون الأحمر دلالات إيجابية كالقوة والعاطفة والثقة لكن يمكن أن يكون سلبيا، حيث يمثل الغضب أو الحذر أو الخطر، في حين يأتي البرتقالي ساطعا ومليئا بالحيوية والمتعة وجذب الانتباه، بينما الأصفر يضفي البهجة ولمحة من الانتعاش على الحياة، ويعتبر الأخضر أكثر الألوان تنوعا في عجلة الألوان، فضل استخداماته  الكثيرة في حياتنا اليومية. ويبعث مشاعر الراحة والاسترخاء، كما يضفي مشاعر الانتعاش والحيوية، أما الأزرق  فهو لون مريح ولطيف وودود، يعبر عن الثقة والنجاح، فيما يرمز اللون الأرجواني للولاء والثقة والترف، ويمثل اللون الوردي مشاعر الحب والعاطفة والشباب، كما أنه يرمز لعلامة تجارية تستهدف الجمهور الأنثوي، ويأتي الأبيض رمزا للبساطة والنقاء والنظافة، ويأتي الرمادي كلون ثانويا لإكمال وتعديل الألوان، فيما يضفي الجاذبية والقوة. 


ويبقى القول إن لنا حرية اختيار ما يروقنا من ألوان، مع ضرورة الإلمام بثقافة الألوان ودلالاتها، والتي تتباين بين التعبير عن أقصى لحظات السعادة، وبين تجسيد مشاعر الحزن والخوف والكآبة.

Abrar Al-Rahbi
الكاتب :