في حضنها نولد... وعلى يدها نُربّى

data:post.title

 في حضنها نولد... وعلى يدها نُربّى


الكاتب: جاسم بن خميس القطيطي 





يبقى الأبناء عصب الحياة، والتواصل الحسي معهم يُعدّ علاقة جليلة، مفادها إشراقة تمنح ديمومة التواصل لنقاء كينونة متجذرة في أعماق الأسرة.


"الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق"

وهنا أود أن ألفت نظر الجميع إلى الدور القيادي الذي تلعبه الأم، فهي "الكنترول" الذي يدير منظومة البيت بأكملها، خصوصًا مع هذا الجيل المعقّد، وذلك الهدير المتسارع من التطور الفكري والفعلي في عقولهم.


وجب وجود شخصية الأم النيّرة، التي تقود دفّة الأمور بكل قوة، وتكون الكلمة الحاسمة هي محور الحديث والتطبيق. لم تعد الأم مجرد طاهية في المطبخ، بل تعدّى دورها ذلك، وأصبحت تلعب دور الريادة في مخيلات كل أفراد الأسرة.

ومن الجانب التربوي والتثقيفي، تعرف الأم كيف تجد الحلول لكل بعثرة مشكلة تحدث، فهي السند وقت الأزمات، والموجّه في زمن المتغيرات. 


هذا الجيل "الجبل المترامي" المندفع بكل طاقته، الخارج عن العادات والتقاليد في أي وقت، والنافر من كل ضابط وقانون، يحتاج إلى أم قيادية تعرف كيف تقف أمام التيار وتوجّهه. يضرب هذا الجيل بثوابته عرض الحائط، ويقدم دليلًا قاطعًا على غياب الإخراج الصائب، لكن الأم تظل هي الشخصية المؤثرة، القادرة على صناعة جيل راشد في كل وقت وحين. وهنا أشدّد على دور الأم في كل بيت؛ لتترك الاهتمامات البالية وتتفرغ لبناء شخصية متوازنة، تجعل وسامة الأسرة تتجلى في ضوء التقاليد وتعاليم الدين الحنيف.


ما يحدث في البيوت من متغيرات وتكوينات جذرية يحتاج إلى قيادة فذّة، وصناعة حوار متين تلعب فيه الأم الدور الأساسي. ولا يمكن السماح للخراب أن يتم على أيدي هذا الجيل، الذي قد يتصرف دون وازع ديني، بينما الأسرة تقف عاجزة دون تحريك ساكن.


تلعب الأم دورًا حيويًا في بناء عقليات الأبناء داخل الأسرة، بشخصية فذّة لا تقتصر على الحنان والدور البسيط، بل تمتلك "مخالب تربوية" تبرز قوتها.

لقد أصبحت مهام الأم تحمل إشارة البناء والعنوان الحقيقي لصناعة جيل منحرف بحاجة إلى استقامة، من خلال التوجيه، والمحافظة على أداء الصلوات، وتنظيم أوقات الخروج والعودة إلى البيت، وضبط الفوضى المتعمقة في أفكار هذا الجيل.


عندما تكون الأم هي "العين الساهرة" التي تخطط، وتبني، وتكون قدوة حسنة، يصبح الأبناء على خطى واضحة، ويسير البيت نحو طريق الاستقامة والتوازن.

Abrar Al-Rahbi
الكاتب :