عُمــان المجد
بقلم: إبراهيم بن سعيد الرويضي
لأنكِ مختلفة.. فلستِ منهم..
لأنكِ لا تؤمنين بما يؤمنون.. ولا تسجدين لما يسجدون.. ولا تمجدين ما يمجدون..
لِذا أنتِ بطباعكِ مختلفة..
لأنكِ لا تركبين سفائن النزوات ولا تتركين نفسكِ للريح تعصف بكِ كيفما تشاء.. ولا تنساقين للشهوات..
لِذا فأنتِ عنهم مختلفة..
ولأنك مختلفة فلستِ مثلهم.. فأنت لا تركعين حين نراهم لأسيادهم يركعون..
لا تخضعين حين نراهم لعدوهم يخضعون..
ولا تسعين للفساد والإفساد في الأرض كما هم يفعلون..
أنتِ.. لا تبالين بما يبالون.. لِذا.. أنتِ مختلفة..
أنتِ..
لستِ منهم.. ولستِ معهم..
ولكن تسعين للم شملهم..
لا يراكِ العقلاء إمعة..
ولا يراك الإمعة إلا عاقلة..
فأنتِ القائدة المحنكة..
أنتِ يا بلادي.. سيدة نفسك..
عركتك السنون بأحداثها الخطيرة.. فكنتِ أنتِ الظافرة المسيرة..
لِذا فأنتِ مختلفة..
لأن عقلك.. أكبر من مساحات عقولهم الصغيرة..
فكرك أعمق..
نظرتك أدق..
إيمانك بما تعتقدين أقوى.. وأرقى.. وأسمى من أي أقوال وأفعال صاغها الجهلاء الأنذال..
لِذا.. فأنتِِ يا سيدتي.. مختلفة..
عظيمة أنتِ يا عُمان.. مجيدة أنت يا وطن الأمن والأمان..
يامن جرحت الأعادي.. ومددت الأيادي، لكل ملهوف منادي ولكل خائف وغادي، فانساقت لك الرقاب بشكل لا إرادي..
أبيت يا مليكة قلبي ومنارة دربي أن تكوني مرتع الفتن والنقم وسببا لبؤس أيتام ٍ.. وأم ثكلى.. وزوجة فقدت سراج بيتها.. فصاروا إلى العدم..
لأنك مختلفة يا مليكة قلبي فلستِ مثلهم.. وحُق لك أن تختلفي وتفخري وتفاخري بإختلافك..
أنت لم تلبسي يوما أثوابا تلطخت بدماء الضعفاء الأبرياء..
لأنك مختلفة فلستِ مثلهم..
قيل عن المتأسلمون أنهم مسلمون.. وبالكتاب يؤمنون... ولكنهم للشيطان يركعون يسجدون..
أنتِ إتخذت إله الكون معزا ً وسنداً.. وربا معبودا..
لذا فأنت لستِِ مثلهم..
ذلك أنكِ يا سيدتي مختلفة..
ولأنك مختلفة.. فصمتك حكمة لا يستسيغها الجاهلون.. حديثك موزون.. وافعالك زلزال تهتز له الجبال ويخشاك المنافقون..
أنتِ.. عنهم مختلفة.