غزة ...حبرٌ من دم
بقلم: أسماء جمعة الغبر المخينية
يا قلبَ الأمّة النازف،
يا عنوانَ البقاءِ والصمود حين تُمحى العناوين،
يا من تبقين شامخةً حين يسقط كل شيء…
لم أكتب عنكِ من قبل،
لأني وجدت كلماتي أضعف من أن تصف ألمكِ الحيّ، وحزنكِ المرير…
أنتِ أضخمُ خبرٍ في نشرات الأخبار،
وأعظمُ صفحةٍ في ملفات السياسة…
أنتِ وجعٌ يربك الكلمات حين تقترب…
أنا حقًّا أخاف أن تظلمك كلماتي،
فماذا عساي أن أكتب يا غزّتي الحزينة؟!
هل تكفي كلماتي أن تنقل
قهر أمهاتٍ ودّعن أبناءهن بلا عناقٍ يُشبه الوداع؟
أو وجع أطفالٍ كبروا وشابوا قبل أوانهم؟
كيف أستطيع أن أصف للعالم
بيوتًا تنادي أصحابها،
تسأل عنهم بين الدمار والحصار،
تنتظر خطواتهم في صمت الركام،
وتحفظ أصواتهم بين الشقوق والجدران…
أتعلمين يا ذات العزّة؟
أُحدّث أطفال الوطن عنكِ،
أقول لهم كيف وقفتِ وحدكِ،
وأنتِ تحامين عن الديار بصمتِ العظماء،
كيف علّمتِهم أن السجود قوة،
وأن الدمع لا يسقط إلا ليُزهِر ترابًا حرًّا…
أقول لهم:
هذه أمّكم… وهذا مجدُكم…
فمن يشبهها، لا يُكسر،
ومن يشبهها، يُولَد ألف مرة،
حتى إن ماتت المدينة ألف مرة!
لن توفيكِ كلماتي، ولكن…
إليكِ خاتمتي:
ستبقين فينا دعاءً لا يغيب،
ونبضًا لا يهدأ في القلب والوجدان،
ستبقين راية الصمود، وملهمة الأحرار،
ومهما تعبت الحروف…
سيبقى حبك فينا لا يُحاصر،
وإن غابت شمسكِ يومًا…
فنورك فينا لا يخبو،
يا غزة… يا وجعَ النصر، ووشمَ الكرامة