تحدَّث بلهجتك،، ولا تتصنع
بقلم: بدرية بنت حمد السيابية
تعيش الشعوب والقبائل على أرضٍ تميّزت بعاداتهم وتقاليدهم ولغاتهم المختلفة، وكلٌ يفهم بعضه بعضًا من خلال اللغة واللهجة. ونحن، كعمانيين، تنوعت اللهجات بيننا حسب منطقة الفرد منذ طفولته، سواء أكانت اللهجة البدوية أو الساحلية أو الحضرية وغيرها، لكن تجمعنا اللغة الأم، وهي “اللغة العربية”.
لكن ما يثير انتباهي هو أن فئة من الناس لا تفتخر بلهجتها، فتغيرها عند التحدث مع أناس غرباء خجلًا من أن يعرف أصدقاؤها أو زملاؤها في العمل أن فلانًا من سكان منطقة معينة. فيتبنى أسلوبًا خاصًا يتغنى فيه بلهجة غير لهجته الأصلية، بحجة تجنب التنمر عليه أو السخرية من اسم منطقته، مثلًا.
على سبيل المثال، إذا كنت من سكان ولاية السويق والتقيت بشخص، فغيرت لهجتك بسرعة فائقة وتحدثت بلهجة أهل مسقط مثلًا! هل أنت راضٍ عن مثل هذا التصرف؟ كل اللهجات جميلة في أعين أهلها، لكن كن على طبيعتك وثق بنفسك.
فليكن علم الجميع من أين أنت، وافتخر بمنطقتك أو ولايتك! لماذا هذا التصنع وهذا التغيير غير المبرر؟ فهل تخجل من لهجتك أو من منطقتك؟ أين العيب في ذلك؟ أنت عشت في تلك الأرض منذ طفولتك، تحدثت بلهجة أهلك وأصدقائك، ولعبت وركضت على ترابها. وليس من السهل استخدام لهجة مختلفة أثناء العمل، ثم تركها عند العودة إلى البيت، كما لو كنا نرتدي بدلة نخلعها عند العودة إلى البيت، حتى لو كان أحدنا ممثلًا بارعًا.
لا شك أننا نجد بعض اللهجات أكثر سلاسة أو متعة من غيرها. لكن اللهجات لا تتعلق فقط بالطريقة التي نتحدث بها، فهي من أبرز الأشياء التي تعكس خلفياتنا الاجتماعية والتراثية.
كن كما أنت، محافظًا على لهجتك، ولا تتصنع لترضي الناس أو تغذي غرورك، وافتخر بلهجتك التي ميّزك الله بها.