إسناد في مسقط

data:post.title

 إسناد في مسقط: تأهيل قادة العمل التطوعي الشبابي

بقلم: جواهر السعدية – مدربة وميسّرة للورشة


في إطار مشروع “سند” للتطوع الشبابي، قدّمتُ مع فريقي ورشة تدريبية بعنوان “إسناد” خلال يومي ٢٦ و٢٧ مايو ٢٠٢٥ في محافظة مسقط، بتنظيم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب. جاءت هذه الورشة كمبادرة نوعية تهدف إلى إعداد وتأهيل الشباب المتطوعين لقيادة المبادرات المجتمعية بفعالية واستدامة، وتعزيز حضورهم كصنّاع للتغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.

شارك في الورشة أربعون شابًا وشابة من مختلف ولايات محافظة مسقط، وقد حرصنا على تصميم تجربة تدريبية ثرية ومتوازنة تنوعت بين النقاشات التفاعلية، والعصف الذهني، والأنشطة الحركية، والعمل الجماعي، وجلسات المحاكاة الواقعية. سعينا إلى أن تكون كل جلسة فرصة لتبادل المعرفة، وتطوير المهارات، وتعميق الفهم تجاه دور المتطوع وامتداد أثره المجتمعي.

استندت الورشة إلى “الدليل الاسترشادي للتطوع الشبابي”، وانطلقت من أربعة مسارات رئيسية هي المسار الذاتي لفهم الشخصية وتحديد الاتجاهات، والمسار المعرفي لتعزيز الوعي بالدور التطوعي وأبعاده، والمسار المهاري لتقوية المهارات العملية والقيادية، وأخيرًا المسار الوطني لربط العمل التطوعي برؤية التنمية الوطنية في سلطنة عُمان.

ناقشنا مع المشاركين مجموعة من المحاور المهمة، من بينها القيم التطوعية، واختيار المجال المناسب، وتحديات العمل التطوعي وسبل تجاوزها، إلى جانب لقاءات مع أصحاب تجارب تطوعية ملهمة.

وقد لمسنا خلال هذه التجربة حيوية الشباب وشغفهم بالعطاء، حيث برزت روح الالتزام والمبادرة بوضوح، إلى جانب رغبة حقيقية لديهم في لعب أدوار ريادية تُسهم في خدمة المجتمع وبنائه.

إننا – كفريق تدريب – نؤمن بأن مثل هذه البرامج تمثّل استثمارًا نوعيًا في طاقات الشباب، وتُرسّخ مفهوم التطوع كثقافة وممارسة مستدامة. وهي خطوة أولى نحو صناعة قيادات شبابية مؤثرة، قادرة على إحداث تغيير ملموس على أرض الواقع.

وقد شكّلت الورشة انعكاسًا حقيقيًا لهذه الحيوية، حيث تجلّت روح المبادرة والالتزام، مع ظهور واضح لرغبة المشاركين في تولي أدوار ريادية تخدم مجتمعاتهم.