فروا إلى الله

data:post.title

 فروا إلى الله 


بقلم : أسماء الغبر 


ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، وأنا أمر في صفحات السويشيال ميديا وحالاته أجد تلك الفيديوهات الخالية من مشاعر الأسى والحزن والعبرة لمواقف تحتاج للخصوصية ورفع كف التضرع إلى الله تعالى بطلب الرحمةوالمغفرة ، فما بال الناس القاسية قلوبهم في نظري باتت تتعمد تصوير أشخاص يصارعون الموت وتلفح أرواحهم سكراته وهم بأشد الحاجة لمن ينطقهم الشهادة ويذكرهم بها فقد يكونون  في حال تتخبطهم الشياطين وتذهب عقولهم من شدة ما يجدون من روعة وهيبة الموت، ولو كانوا في غير ذلك الحال من آلامهم الشديدة لما سمحوا لمثل هؤلاء تصويرهم والتشهير بهم بين الملأ بالنشر المحبط والتصرف الغير لائق.


سبحان الله، الحياة الآن في حلة الجهل والغفلة من تصرفات البشر وأفعالهم الدنيئة، فكل شيء أصبح خاضع للتصوير والنشر اللائق والغير لائق وما يؤسفني التصوير الذي ذكرته آنفا وقدرة الناقل على التصوير لأم أو أب أو أخ أو حتى صديق وهو في نزعات الموت ويتجرأ بنشر عملية الإنعاش في وقتها والأجهزة التي تحيط بالمريض وأصواتها ويكتب لحظة الفراق ادعو لأبي فهو يموت ويحتضر، يا لقسوة قلبك وبُعد عاطفتك وانشغالك بما لا ينفعك والله وإن في مثل هذة المعوقات الروحية والتصرفات الغير آدمية كُثر فمنهم من يكتب مباشرة أمي في ذمة الله في اللحظة التي علم بوفاتها دون أن يقول اللهم ارحم أمي أو إنا لله وإنا إليه راجعون كإيمان مطلق وقضاء مقّدر وكذا من يصور قطرات الماء وهي تتساقط من على النعش دون أن يدعو لنفسه أن يرحمه الله حين يكون في مثل هذا الحال. 


وإن لقول الله حق إذ قال عز من قائل  اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ، معرضون عن الواجب والمفروض الإنساني معرضون عن غد ليس ببعيد عنهم معرضون عن العبرة والعظة ، فما لنا لا نتعلم ونعرف ونفقه أن زمننا هذا أصبح غير مأمون لنا عند حاجتنا لمن يدعو لنا ويترحم علينا فنحن أقوياء ومرغبون في صحتنا وعافيتنا وضعفاء ومنسيّون في مرضنا وهواننا، فبرمجة الهاتف الآن عبارة عن سرقة شرسة لأذهان الخليقة وأقاتهم وقتل مشاعرهم الكينونية التي جعلها الله فيهم بل بعدهم بعدا سحيقا عن ما خلوهم الله وبما أجودهم في هذه الدنيا، فيا أنا ويا قارئ كلماتي فلتفر أرواحنا إلى الله تعالى لنرجع إليه داعين إياه أن يردنا إليه ردا جميلا وأن ياخذنا من حولنا وقوتنا إلى حولته وقوته وأن يكرمنا بخير فعل وأحسن عمل وأن يشغلنا بذكره والصلاة على نبيه وأن يذكرنا بما يوجب علينا في لحظات قد تغلبنا شقوتنا ويغوينا الشيطان ، فما نراه الآن ونسمعه وما يحل بالأمة من شقاء وبلاء وغفلة وتهاون وأمور تستغرب منها وتتعجب ما هي إلا بما كسبت أيدي الناس وبما انشغلت وابتعدت.