رحل الفارس... (محمود بن عبيد الحسني)

data:post.title

رحل الفارس... (محمود بن عبيد الحسني)


بقلم: إبراهيم بن سعيد الرويضي






ترجّل فارس مطرح من على صهوة جواده...

بعد أن قاد جيشًا من عواطف محبّيه للتعبير عمّا يختلج في داخله،

بالكلمة... والصورة...

من خلال هاتفه المتواضع، كان ينثر مكنون قلبه...


رحل الفارس بعد أن أمضى أعوامًا من حياته الزاخرة، يترنّم بحب مطرح،

زاخرة بقول كلمة حق،

كلمة لطالما صمت عن قولها الكثير من الناس.

لطالما تغنّى بمحبوبته مطرح، التي سلبت من أصحاب العقول والقلوب فكرهم،

تلك الأرواح التي لطالما ترنّمت هي الأخرى بحب مطرح...



رحل فارس مطرح دون أن يتحدّث عن سفره البعيد،

دون أن يلوّح لنا بيده كما كان يفعل في مقاطعه التي لطالما هزّت أفئدتنا...

رحل...

دون أن يخبرنا أنه في آخر محطات حياته...

قاوم مرضه بصبر وتوكّل على الله، ولكن عطاءه الذي قدّمه قد أخذ من عزمه الكثير،

فلم يُمهله المرض كثيرًا...


كان فارس مطرح جوادًا معطاءً، ولم يكن يُخفي بين ثنايا حديثه مجاملات أو محاباة لأحد،

كان يصدح بالكلمة، بصوته القوي الذي اعتدنا عليه دائمًا...

من خلاله...

تعرّف الكثير من الناس على حارات مطرح وأروقتها،

على سوقها القديم الممتد بأزقّته من بداية دروازة (بوابة) مطرح،

والمتفرّع لما بعد سوق الذهب وسوق الظلام وخور بمبه،

تعرّفوا على بحرها، الذي يقف على عتبات كورنيش مطرح،

وعلى قلعتها المهيبة، الشاهدة على عظمة سوقها القديم.


ستكتب عنك الأقلام، أيها الفارس، ويسطّرك التاريخ بأحرف من نور...

فأنت رجلٌ ألقى براحته ومضى ينبش في ذاكرة الماضي،

ويأمل بالتجديد في مطرح، وإزالة الشوائب عنها،

كي يُسلَّط الضوء على جمالها الفاتن، ويُعاد الاهتمام بها.

ستظل، أيها الفارس، حاضرًا في قلوبنا وعقولنا...

Abrar Al-Rahbi
الكاتب :