محجوب عن النظر
بقلم: عبير بنت سيف الشبلية
ما أنا إلا كساعِ البريد .. ابتسمت ..
قمت بتسليمها المطوية.. ولقد لاحظت ارتعاشة يدها مثلما بانت مشاعرها المتراقصة..
لقد كنت أرى خيالات الفرح في حدقيها .. طمأنتها: يمكنك أن تشعري بتحسن بمجرد التنفس بعمق ..!
بتوتر وخجل: قد يكون من الصعب عليّ السيطرة على مشاعري، في دقيقة واحدة من الفوضى.. أومأت لها: نعم ..
بدأت تقرأ بهمس متقطع.. في عالم مليء بالأحداث المتسارعة
كل أنثى جميلة بطريقة لا تشابه مثيلاتها..!
أنت أجمل أنثى خلقت من ضلع يجاور قلبي.. وأنا أعشقك وكم أنا منجذب إليك..!!
أتعلمين .. حينما تبدأين الحديث بحروف متقطعة متوترة ..فتثيرين الفوضى في أعماقي الهادئة..!صوتك كلحن هادئ ينساب في خفوت..مملوء بالمشاعر والحنو والرقة ..
كأمواج البحر المضطربة.. عاصفة وقت الغضب ..وهائجة حينما تغرقني بأعذب الألحان.. غامضة في أعماقها هواجس وسكون ..
يا فاتنة ..!!
أنت الهواء الذي أتنفسه ..
كم أرقتني الليالي وأنا غارق في متاهات عنادك.. كم حاولت أن التسلل إلى نسيم أنفاسك.. وإلى آخر نفس.. وددت أن أبهرك بكل ما أملك من هيبة وكبرياء بسحر إحساسي.. ولأجلك ترنمت بأعذب الحروف والألحان..
أصبحت كمن يؤامر نفسه ..! لي رأيان ولا أدري على أيهما أثبت .. أألزم نفسي بالحديث وأزعجك بالثرثرة عن أحلامي وهمومي ومشاكساتي.. أم أتجرأ وأفصح عما يجول في خاطري ..من أسرار.. وكم أعشق التأمل في ردود أفعالك المتوجسة.. واحمرار وجهك والتماع عينيك .. وكم أن ضياع حديثنا يروح وأنا أراقب حركة يديك المتعانقتين خجلا ..!
اقتربي .. لملمي رفات الشتات .. احتويني كطفل خائف يخشى الظلام ..وصراعات الكوابيس ..لكنه يسابق الوقت في انتظار اضاءات صبح جديد وأحداث جديدة.