من وحي الطوفان (١٤)

data:post.title

 من وحي الطوفان(١٤)


د. صالح بن خلفان بن محمد البراشدي.



   المقدسات الإسلامية (٨ )

      واجبنا نحو المقدسات/ ب

٢- احترامها وتقديرها وصيانتها




وواجب على بني الإسلام 

أن يعلموا الحقوق بالتمام 


حقوق ما مر من المقدّس 

دور العبادات بلا تحسس 


أولها احترامها الصيانة

من المعاصيْ وكذا الخيانة 


إن احترام هذه البيئات 

من واجبات الله في الآيات 


فهي مكان الذكر والعبادة 

ومجلس للعلم والقراءة 


يؤمها المؤمن يرجو الظفرا 

ويسأل الله الثواب الأوفرا


والفضل عند الله للمرابط 

فيها كذاك الفضل في الترابط 


فمن حقوقها على الإنسان 

بأن يكون طاهر الأبدان 


كذاك أيضا طاهر الثياب 

وطاهر القلب من الأوصاب


ويحسن الوضوء للصلاة 

ويخلص النية في ثبات 


حتى ينال الأجر والثوابا 

من ربنا ويقبل المتابا 


كذا على العبد بأن يكونا 

ملتزما في دينه مأمونا 


يجاهد النفس عن المعاصي 

مبتعدا عن مشرك وعاصي 


ومن حقوق هذه الأماكن 

صيانة لها من البراثن 




يجب على المسلمين احترام المقدسات الإسلامية وتقديرها وذلك بالالتزام بالآداب الإسلامية حين زيارتها، ومن تلك الآداب تعاهد طهارة البدن والملابس، فهي أماكن للعبادة والذكر والتفكر في نعم الله تعالى،  فالطهارة من شروط الصلاة، قال سبحانه: { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقۡرَبُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُوا۟ مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِی سَبِیلٍ حَتَّىٰ تَغۡتَسِلُوا۟ۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰۤ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَاۤءَ أَحَدࣱ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَاۤىِٕطِ أَوۡ لَـٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَاۤءَ فَلَمۡ تَجِدُوا۟ مَاۤءࣰ فَتَیَمَّمُوا۟ صَعِیدࣰا طَیِّبࣰا فَٱمۡسَحُوا۟ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَیۡدِیكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا }

[سُورَةُ النِّسَاءِ: ٤٣]، وقال تعالى:{ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُوا۟ وُجُوهَكُمۡ وَأَیۡدِیَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُوا۟ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَیۡنِۚ وَإِن كُنتُمۡ جُنُبࣰا فَٱطَّهَّرُوا۟ۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰۤ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَاۤءَ أَحَدࣱ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَاۤئطِ أَوۡ لَـٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَاۤءَ فَلَمۡ تَجِدُوا۟ مَاۤءࣰ فَتَیَمَّمُوا۟ صَعِیدࣰا طَیِّبࣰا فَٱمۡسَحُوا۟ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَیۡدِیكُم مِّنۡهُۚ مَا یُرِیدُ ٱللَّهُ لِیَجۡعَلَ عَلَیۡكُم مِّنۡ حَرَجࣲ وَلَـٰكِن یُرِیدُ لِیُطَهِّرَكُمۡ وَلِیُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَیۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ }[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٦]، فلا يجوز الدخول إلى هذه الأماكن المقدسة وهي المساجد إلا بالطهارة الجامعة،  روى أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" في الجُنُبِ والحائض والذين لم يكونوا على طهارة لا يقرؤون القرآن ولا يطؤون مُصْحَفًا بأيديهم حتى يكونوا متوضئين".

ومن احترام هذه المقدسات صونها عن اللغو والرفث والسيء من الأقوال والأفعال، كالغيبة والنميمة وشهادة الزور والأيمان الفاجرة، وغيرها منالمعاصيوالمنكرات، فهذه المعاصي من أكبر الكبائر الذي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:<< ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثاً، يعني قالها ثلاث مرات، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين ، وكان متكئا فجلس، فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت>، وكذلك الابتعاد عن غيرها من آفات اللسان وغيره من الجوارح، لأنها أماكن لعبادة الله تعالى والتقرب إليه بأنواع الفضائل والقربات كالصلاة والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ومن الواجبات الأكيدة تجاه المقدسات الإسلامية صيانتها عن العبث بها أو بمرافقها وتخريبها، لأن ذلك ينافي الأمانة التي يجب أن يتحلى بها المؤمنون.

فاللهم اجعلنا من عبادك الصالحين المتقين، واغفر لنا ولجميع المسلمين.