من وحي الطوفان

data:post.title

 من وحي الطوفان (١٢)


د. صالح بن خلفان بن محمد البراشدي




 المقدسات الإسلامية (٧ )

   واجبنا نحو المقدسات/ أ


يجب على المسلمين أن يدركوا أن لهذه المقدسات مكانة عظيمة في الشريعة الإسلامية، وبالتالي فإن هناك عددا من الواجبات على الأمة الإسلامية تجاهها، ويمكن إجمال أهمها في الآتي:

١- الاعتزاز بها واعتقاد محبتها.

 

فالمسجد الحرام ذا بمكة 

والمسجد الشريف في المدينة 


والمسجد الأقصى بأرض القدس 

أعني فلسطين بدون لبس 


مقدسات الله في الأرض لذا 

لها الحقوق في الكتاب وكذا 


في سنة المختار كن منتبها 

واعتقدوا حبا لها يا نُبها 


فالكعبة القبلة في الصلاة 

بها يطوف العبد في الحياة 


يطوف سبعا حولها في الحج 

في عمرة تحوي عظيم العج 


أعني بذا علو صوت الطائف 

ملبيا لله في المواقف 


وقربها المروة قبلها الصفا 

وبينها يسعى بسبع بالوفا 


وعند ذاك المسجد الحرام 

وفضله يعرفه الأنام 


ومسجد المختار في المدينة 

يدخله المؤمن في سكينة 


يقلّب التاريخ حيث المصطفى 

أقبل من مكة في ثوب الصفا 


والمؤمنون استقبلوه والتقت 

قلوب أهل الدين بعدما انقضت 


تلك المعاناة بأرض مكة 

فالحمد لله على ذي المنة 


وفيه ذكرى للصحابة الألى 

عليهم الرضوان من رب العلا 


والمسجد الأقصى له في القلب 

مكانة له عظيم الحب 


مسرى النبيّ قد نُقلا 

معراجه إلى السماوات العلا 


وقبلة للمؤمنين السامقة

وثالث للحرمين السابقة 



على المؤمنين أن يعتزوا بالمقدسات الإسلامية ويعتقدون محبتها، فالبيت الحرام قبلة المسلمين التي لا يتحقق أداء بعض العبادات إلا بها، فهي قبلة المسلمين في الصلاة، قال سبحانه مخاطبا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم: { قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِی ٱلسَّمَاۤءِۖ فَلَنُوَلِّیَنَّكَ قِبۡلَةࣰ تَرۡضَاهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَیۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ وَإِنَّ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ لَیَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا یَعۡمَلُونَ }

[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٤٤] ، وقال سبحانه { وَمِنۡ حَیۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَیۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ لِئَلَّا یَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَیۡكُمۡ حُجَّةٌ إِلَّا ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنۡهُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِی وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِی عَلَیۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٥٠].

كما أن البيت الحرام يرتبط ارتباطا وثيقا بأداء عبادة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، فمن أركان الحج والعمرة الطواف بالبيت الحرام سبعة أشواط لا تسقط بحال من الأحوال، كما أن من أركان الحج أيضا السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط ، قالسبحانه:{  إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَاۤئرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَیۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡهِ أَن یَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَیۡرࣰا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِیمٌ }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٥٨]. وتجدر الإشارة إلى أن المسجد الحرام مرتبط ارتباطا وثيقا بالبيت الحرام، حيث بني المسجد الحرام حول الكعبة المشرفة. 

ويعتبر المسجد النبوي الشريف من المقدسات الإسلامية التي يجب على المؤمنين أن يستشعروا محبته لارتباطه بالنبي صلى الله عليه وسلم والدعوة الإسلامية، فكان اللبنة الأولى لبناء المجتمع المدني الذي أسسه النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة النبوية.

ويجب على المسلمين أيضا أن  يعتقدوا محبة المسجد الأقصى المبارك ويعتزون به لأنه قبلة المسلمين الأولى، ومسرى سيد الثقلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومبتدأ معراجه عليه السلام إلى السماوات العلا حيث رأى من آيات ربه الكبرى.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ووفقنا وعبادك المؤمنين لزيارة هذه المقدسات الإسلامية بالخير واليمن والبركات.