قصة وفاء وإنجاز.. مصطفى رياض أيقونة نادي الترسانة
بقلم: عبدالواحد محمد – روائي عربي
لاعب كبير وذو موهبة نادرة في ملاعب كرة القدم المصرية والعربية، بل هداف من طراز فريد. إنه أسطورة نادي الترسانة، الكابتن مصطفى رياض، أطال الله في عمره، ورفيق الكابتن المصري الراحل حسن الشاذلي، اللذين كتبا كثيرًا من رسائل الوفاء والإبداع بكل تواضع وإنكار للذات.
لا ريب أن الكابتن مصطفى رياض هو قائد رحلة المجد في قلعة الشواكيش. وقد لُقّب بـ "غزال الكرة المصرية" وهداف الترسانة الأسبق، وُلد يوم ٥ أبريل عام ١٩٤١ في بولاق أبو العلا. نشأ في أسرة مكوّنة من الوالدين وخمسة أبناء، ثلاث بنات وثلاثة ذكور، وكان ترتيبه الثاني بين الذكور.
عائلة رياض كانت عاشقة لنادي الترسانة، حيث كان محمد، الشقيق الأكبر لمصطفى، لاعبًا بفريق الترسانة الأول عام ١٩٥٥، كما انضم حسن، الشقيق الأصغر، إلى أشبال الترسانة أيضًا عام ١٩٦٤. وذات يوم، كان شقيقه محمد رياض يشارك ضمن فريق نجوم الطلبة في حي بولاق، وطلب منه مصطفى أن يصطحبه لمشاهدة إحدى المباريات، فرفض. فاستقل مصطفى الترام من الجانب الآخر خوفًا أن يراه شقيقه، لكنه رآه وحاول القفز من الترام أثناء سيره بسرعة، ما أدى إلى إصابة بالغة له. هذا الحادث دفع والده إلى إشراكه في نادي الترسانة، حيث يلعب شقيقه، ليطمئن على سلامته.
انضم مصطفى رياض مع شقيقه محمد إلى نادي الترسانة، وقدمه إلى يوسف علي، الذي أرشد أحد المسؤولين عن اختيار الناشئين الجدد في عام ١٩٥٤.انضم مصطفى إلى فريق الأشبال، وفي عام ١٩٥٦ شارك لأول مرة رسميًا في دوري الأشبال، الذي لم يكتمل بسبب العدوان الثلاثي على مصر. خلال هذه الفترة، تم تكوين فريق "حي بولاق" للاشتراك في دوري على مستوى أحياء القاهرة، واستمر لأكثر من شهرين، وظهر خلاله مصطفى رياض بمستوى نال إعجاب الجماهير، وحصل على كأس أحسن لاعب، ولقب هداف الدوري، كما حصل فريق حي بولاق على المركز الثاني.
وفي موسم ١٩٥٩–١٩٦٠، تم تصعيد مصطفى رياض إلى الفريق الأول، وبدأ الاشتراك في اللقاءات الودية. وكانت أول مباراة رسمية له مع الترسانة في موسم ١٩٦٠ أمام طنطا، وانتهت بفوز الأخير بنتيجة ٤-٣.
بدأت رحلة النجومية بعد خمس سنوات من انضمام مصطفى رياض إلى الترسانة، وتحديدًا عام ١٩٥٧، عندما انضم إليه شبل آخر هو حسن الشاذلي، ليقدما معًا ثنائيًا كرويًا نادرًا على مدى عشرين عامًا.
حيث حقق نادي الترسانة في عهد مصطفى رياض عدة بطولات، منها:
الدوري العام لأول مرة موسم ١٩٦٢–١٩٦٣
كأس مصر موسم ١٩٦٤–١٩٦٥
كأس مصر موسم ١٩٦٦–١٩٦٧
كأس الصاعقة بسوريا عام ١٩٦٩
كأس الجلاء بسوريا عام ١٩٦٩
كما توّج مصطفى رياض هدّافًا للدورة الأولمبية بطوكيو عام ١٩٦٤ برصيد ٨ أهداف، والتي أقيمت في العاصمة اليابانية طوكيو، وساهم في تحقيق أفضل إنجاز للكرة المصرية في الأولمبياد، باحتلال المركز الرابع، بعد أداء بطولي من كتيبة الفراعنة.
وفي ١٩ نوفمبر ١٩٧٦، اعتزل الثنائي الفريد، مصطفى رياض والشاذلي، وهما في قمة المجد، وتركا الملعب قبل أن يلفظهما، وأقيمت لهما مباراة اعتزال أمام منتخب الأندية بالنادي الأهلي. لكن، بعد الاعتزال، قرّرا العودة مرة أخرى إلى الملاعب لإنقاذ نادي الترسانة من الهبوط، ودفعه إلى الأمام.
وعن لقب "الغزال الأسمر"، قال نجم الشواكيش:
"من زمان كان الجمهور بيسمّيني الغزال الأسمر عشان كنت سريع جدًا، وكابتن إبراهيم يوسف قالهم إن الغزال هو مصطفى رياض، و(مصطفى يا مصطفى) اتقالت لي قبل ما تتقال للكابتن مصطفى عبده."
ويحتل مصطفى رياض المركز الرابع بين هدافي الكرة المصرية برصيد ١٢٢ هدفًا، بينما يحتل حسن الشاذلي الصدارة برصيد ١٧٨ هدفًا.
ومن المباريات التي لا تُنسى في تاريخ الغزال الأسمر، مبارياته في دورة طوكيو، وأبرزها مباراة منتخب مصر أمام كوريا الجنوبية، التي سجل فيها ٦ أهداف، ووصل بالفريق إلى دور الثمانية. كما يعتز بمباراة مصر وليبيا باستاد القاهرة، حين كانت مصر مهزومة بثنائية نظيفة في الشوط الأول، قبل أن تفوز في الشوط الثاني بنتيجة ٣-٢، وسجل الثلاثية كل من محمود بكر، ومصطفى رياض، ورفعت الفناجيلي.
لتبقى في ذاكرة عشاق كرة القدم المصرية، أسطورة كروية نادرة الموهبة، اسمها مصطفى رياض.
أمدّ الله في عمره، ورحم الله رفيق الملاعب، الكابتن حسن الشاذلي.