كرة القدم "الشراب"

data:post.title

 كرة القدم "الشراب" والدورات الرمضانية


بقلم: عبدالواحد محمد | روائي عربي


لكرة القدم "الشراب" حكايات وذكريات خالدة مع عشاقها، خاصة في شهر رمضان الكريم، حيث كانت تجسد تلك الدورات الرمضانية التي تقام في أحياء مصر قاطبة معلمًا من معالم التراث الشعبي الأصيل.

كانت كرة القدم الشراب، تلك الكرة الصغيرة المصنوعة من الإسفنج والخيط والجِلّة، لها نجوم معروفون وجماهيرية واسعة في جميع المدن والمحافظات المصرية، من أسوان حتى دمياط. وقد شهدت القاهرة على وجه الخصوص تلك الدورات الرمضانية، وغيرها من الفعاليات، التي تألق فيها نجوم كبار أمتعوا الجماهير.


من بين هؤلاء النجوم:

محي الأرچواز، ساحر كرة القدم الشراب في القلعة

سعيد فتحي الحافي في إمبابة

مايا وغيرهم من الأسماء التي لمع نجمها في أحياء مثل: السيدة زينب، القلعة، القللي، الجمالية، زينهم، الخليفة، وشبرا وغيرها من ساحات كرة القدم الشعبية.

كما تألق في تلك الدورات الرمضانية عدد من النجوم الذين أصبحوا لاحقًا من أعمدة الكرة المصرية ولعبوا لمنتخب مصر القومي والأندية الشهيرة مثل: الأهلي، الزمالك، الاتحاد السكندري، الإسماعيلي، المصري، أسكو، المنصورة، السكة الحديد، السويس وغيرها. ون ومن أبرز هؤلاء اللاعبين: الخطيب، صفوت عبدالحليم، علي أبو جريشة، شحته، بوبو، فاروق جعفر، زيزو، حسن شحاتة، مصطفى يونس، حمدي نوح، حمادة الرومي، هاني رمزي، طاهر أبو زيد، علاء ميهوب، وغيرهم الكثير ممن كتبوا سطورًا من المجد الكروي في أحياء مصر الشعبية.


لقد كانت كرة القدم الشراب بحق قصة عشق لا تُنسى، موسيقى حالمة تنبع من نداءات الجماهير، وحكاية تُروى في المقاهي وجلسات السمر واستدعاءات الذكريات. فهي ليست مجرد لعبة، بل ثقافة وفن وجنس أدبي مختلف، يجمع بين المهارة والمتعة والتفاعل الشعبي، ويسهم في تنمية مواهب لاعبي كرة القدم الذين أصبحوا نجومًا في سماء الرياضة المصرية.


سعدتُ أنا كاتب هذه السطور المتواضعة عندما تبنّى اتحاد كرة القدم المصري إعادة إحياء تراث كرة القدم الشراب من خلال الدورات الرمضانية المقامة حاليًا في دار الدفاع الجوي بمشاركة فرق من مختلف محافظات مصر، تأكيدًا على أهمية هذا الإرث الشعبي ودوره الكبير في صقل المواهب وصناعة نجوم كرة القدم الحقيقيين الذين يرتدون قمصان الأندية والمنتخب الوطني.


رمضان كريم..