تشويش الحقيقة
الكاتب : جاسم بن خميس القطيطي
مدخل..، تشويش جاء من فعل الزيّف المتصاعد من بؤرة أفعال مصطنعة ... تدخل في نطاق الحقيقة المنتهكة التي بها تعطيل لمصالح المصداقية الصائبة، وتجد فئات تستهويها المَتانة في الحضور والسرد في الأقوال لتخبرنا بمكانة رسمها من خلال بيان الحديث الذي يقصده ويقال عنه مُتمكن ومُطّلع و واصل وغيرها من العبارات التي تحاكي مستنقع من الأوهام لهواة ذلك .
لازالت حمى البشر تضرب الأمثال في تهويل طقوس الحوار ونطقه مسلتزمات عارية من الصحة يسقط الحياء ويكتب البعض حروف بها عفن وشهرة وتشهير لمعاني ولمعان تظهر فيه الأنانية والوصول إلى المآرب بذلك الفن من التشويش، هو يتصور في لمحة ذات إلمام حصين ومتانة في السرد والتحدث بلباقة وتشخيص يظهر الثقة العمياء أن كل ما يقال هو الحقيقة الناصعة ...، نقول عنه كآبه لمظهر وترجمة ذلك اللمعان من التحدث في وسط قوم يبقى ذلك السرد هو الزاكي النفيس ولا غبار فيه يستمد القوة من علامات يسوقها لنا وما بعد الطوفان .
لا أعلم متى يتدارك الكثيرين من ثقافات الافتتان بالحب الجم من أنفسهم وبسط العضلات من قول المفاهيم والأقوال التي تجعلهم مصادرهم وعلاقاتهم قوية لكل شيء ينقلوه لنا، تجد المتحدث في صورة بهيَّة تبرز الأناقة لكي يقال عنه متحدث فطن يملك الدهاء والسخاء والجاذبية في الطرح، وتلك المعلومات التي يقدمها حصرية تدل إلى وصوله، تجد رجالات وحالات يزدان بهم المكان رفعة جاءوا بها من قتات أنفسهم المنعوجة التي تبرزهم كمصدر ناقل لكل الأحداث ومعه مفاتيح الأخبار العاجلة، القول عنها تشويش للحقيقة ومرض يلازم عينات من البشر من هم هوامير كحد فكرهم أو يقولوا هم في الواجهة وتجدهم يتحدثوا بتلك الثقة المتناهية شيء سيحدث وهكذا سوف يطبق وغيرها من التعارك والمعارك المفتعلة عن الحقيقة ..
ثقافة الأنا والغرور والتعالي سكنت في بعض العقول وقدمت توبيخ مما يتكلمون وينطقون صور من برلمان كاذب في ألسنتهم، تبًا لهم من شمطاء الفكر، ويتحدثون بموسوعة تسبق الجميع، ويخاطبونك من منظور معهم الأخبار والتوقعات قبل أن تحدث، هناك عينات ترسم العفن على حالها وتستدرك أفواه البسطاء لتكون فوقها، وما يخزيك في المشهد تجد يتصاعد لديهم وتيرة ذلك السباق نحو التأكيد والتعاطى بمفعول التأييد بكل ما يتفوه به، مشاهير في حقول ضيقة تبًا لكل من يهتف لهم وآزرهم حتى بالاستماع ومصادقة أقوالهم، من نبرات أحاديثهم وهمسات دواخلهم تعرف حقيقة منافذهم الغير سعيدة .
لازال البعض من الثقافات في الوصول إلى التعالي والغرور تسرق الأضواء لها بفعل رجالات تستهوي معرفة الأسرار وتتصدر المواقف لتعلن عن هوية تجعلها في ركب المقدمة ماهو غير اصطياد في الماء العكر ولنحذر من معايشتهم أو حتى الإنصات لهم لأنهم بائعين كلام وما أكثرهم، تشويش الحقيقة اندرج تحت مسميات كثيرة منها وجود ملامح لشخصيات تتبنى ذلك بقولها عن أنفسها نحن أصحاب المصادر الصحيحة الموثوقة ومطلعين وهم في الأصل أشباح قزمة .
خلاصة القول، من يبتعد عن محادثة من حوله ويتصنع قوة القول والحديث الذي ينطق به من مصادر ويبرهن على إرادة كل اختيارات قام بها وهذا يتوهم معه الخبر اليقين وغيره لا زالوا في العهد الماضي وهو يمتلك حصانة المعلومات الحصرية ومجالسة صناع القرار على حد قوله .
آخر كلمة ..، لازلنا في سقف مجتمع جميل وجليل ومخالطة البسطاء وانتقاء الأوقات من الذوق نحو وقت دسم دون التصنع والتوسم بالأخبار الطازجة ورسم بلورة للمستقبل قبل حدوثها، ولنكن مسالمين نلازم النقاء في جلساتنا وحوارنا ولا نخرج عن عباءة المجتمع المحاط بنا ونسرق الأضواء نحو معرفة وتحليل الأمور وتداعيات فهم الحقائق وسردها قبل حدوثها وإيصالها لكل من حولنا بداعي نحن نجالس طبقة تصلنا المعلومات والأخبار لنتباهى أمام أعين الغير ونكون نحن الأكثر شهرة وحنكة .