وجهان..وعملة واحدة
بقلم: إبراهيم بن سعيد الرويضي
الليل والمطر.. وتاليهما السهر..
البرد يسكب قسوته على أجساد نحيلة.. يجلدها بسياط الألم.. يكاد ينهشها..
يغرس سكاكين العذاب في نحورها مع غياب الدفء الذي غادرها..
حين أسدل الليل ستاره، كشف عن قناعه الموحش، لتظهر من خلاله أنيابه المتوغلة في عمق السكينة، في رحلة بطيئة يغشاها السهر والجوع والفقر والقهر ..
على أرصفة الأمنيات يسكن أولئك المعذبون في الأرض المحبوبون في السماء .. المتدثرون بملابس ممزقة، بالية، مرقعة بالصبر.. مطرزة بالقناعة والرضى لكل ما تصل إليه أياديهم من طعام، فتجود بتلك اللقيمات على أفواههم الجافة من بعض فتات الخبز وبقايا الطعام المتناثرة على أرصفة الطريق وتحت اقدام المصابيح، أما ما في القمامة فهو الوجبة الرئيسية الدسمة من بقايا وفضلات أصحاب الكروش العفنة والأفواه النهمة المترعة حتى الثمالة مما فاق حاجتها..
هناك من يموت من الجوع والفقر والكمد والحاجة..
*وهناك من يموت من التخمة والشبع..
وبينهما علامة فارقة تدل على سطحية التفكير من أصحاب القلوب والضمائر الميتة التي تكدس المال في الجيب وتصرفه في الأهواء والشهوات.