لغتي هويتي... وانفتاحي قوتي
بقلم: سامية البلوشية
اللغة العربية هي وعاء للهوية والثقافة والتاريخ. اللغة العربية، بما تحمله من عراقة وجمال وثراء، تُشكّل قلب الهوية العربية والإسلامية، ومرآة لفكر الأمة وروحها. فمن خلال اللغة العربية نتصل بماضينا المجيد، ونفهم تراثنا، ونبني مستقبلنا بثقة وأصالة.
اللغة العربية هوية راسخة
"لغتي هويتي" ليست عبارة عابرة، بل هي حقيقة تُعبّر عن عمق العلاقة بين الإنسان وانتمائه. إن اللغة العربية إحساس بالانتماء، وتاريخ مشترك، وشعور بالافتخار بتراثنا الغني الذي أسهم في نهضة البشرية. فهي لغة القرآن الكريم.
الانفتاح قوة لا تهدد الهوية
في زمن العولمة والانفتاح على ثقافات العالم، قد يخشى البعض أن يؤثر هذا الانفتاح على الهوية اللغوية والثقافية. لكن الحقيقة أن الانفتاح الواعي لا يُضعف الهوية، بل يعززها. فعندما نكون راسخين في لغتنا وثقافتنا، نستطيع أن نتفاعل مع العالم بثقة، نأخذ منه المفيد ونُضيف إليه من خصوصيتنا الحضارية.
في إطار تسليط الضوء على أهمية اللغة العربية وعلاقتها بالهوية والانفتاح على العالم، طرحنا على مجموعة من المشاركين ثلاثة أسئلة أساسية، وجاءت إجاباتهم معبّرة ومؤثرة. إليكم أبرز ما جاء فيها:
السؤال الأول: ما رأيك في تعلُّم اللغة العربية إلى جانب اللغات الأخرى كالإنجليزية أو الكورية؟
بلقيس (مصورة):
• أرى أن تعلم اللغة العربية إلى جانب لغات أخرى كالإنجليزية أو الكورية هو أمر إيجابي جدًا. اللغة العربية هي هويتنا وثقافتنا، ومن الضروري الحفاظ عليها، لكن في الوقت نفسه، تعلُّم لغات أخرى يفتح لنا أبوابًا أوسع للتواصل مع العالم، ويساعدنا في الدراسة والعمل. المهم هو ألّا نُهمل لغتنا الأم أثناء تعلم لغات أخرى.
السؤال الثاني: هل تعتقد أن الانفتاح على اللغات الأخرى يؤثر سلبًا على اللغة العربية؟
هدى (مسقط):
• لا أعتقد أن اللغات الثانية تندثر العربية، بس المشكلة لما الناس تتفاخر بلغات ثانية ويتجاهلوا العربي، هنا تبدأ المشكلة. اللغة ما تندثر إلا إذا إحنا تركناها بإيدينا، مو لأن غيرنا تعلم شي ثاني. فالخلاصة، هي مسؤوليتنا نحافظ عليها، مهما تعلمنا لغات غيرها.
السؤال الثالث: كيف يمكننا تقوية اللغة العربية بين الأجيال الجديدة؟
هدى (مسقط):
• نبدأ من البيت، نجعل اللغة العربية جزءًا من حديثنا اليومي، نقرأ لهم قصصًا حلوة، نجعلهم يشاهدوا كرتون أو برامج ممتعة بالعربي، ونشجعهم على الكتابة والتعبير عن أنفسهم بلغتهم. وبعد، المدارس يجب أن تلعب دور، تجعل تعلُّم العربية ممتع، وليس ممل أو تقليدي. وإذا الطفل حب اللغة، سيتمسك بها طول عمره.
بلقيس (مصورة):
• يجب أن نكون نحن الكبار قدوة للصغار من خلال التحدث باللغة العربية، ولا ننسى أن نربط اللغة بهويتنا وديننا حتى يشعر الطفل بالفخر بنفسه ووطنه.
من خلال هذه الآراء، يتضّح لنا أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي هوية وكنز ثقافي يجب الحفاظ عليه. والانفتاح على العالم فرصة لتعزيز قوتنا إذا انطلقنا من أرضية راسخة. فـ "لغتي هويتي، وانفتاحي قوتي" ليست مجرد عبارة، بل مبدأ يمكن أن نبني عليه مستقبلًا مشرقًا.