الفريق الأهلي
الكاتب: جاسم بن خميس القطيطي
هذا الأسبوع سوف أذهب إلى ذلك الفريق الأهلي على امتداد جغرافية عُمان، وذلك الهواء المستنشق، وصرت أحكم عليه باليتيم بلا أبٍ ولا أم، الكل يتطاول عليه، ويصبح بلا عنوان، ولا قاعدة يسير إليها.
الفريق الأهلي قاعدة ذات حصاد، تجتمع فيها كل الطموحات الاجتماعية، وتنثر فيها كل العطاء من التواصل والود. عندما نريده، نجده. نمارس حوله كل الأبجديات والتقارب على مستوى الأسرة والعشيرة وكل الأطياف، وعندما نود الانحراف عنه، وهنا سبب تسميته باليتيم، نقدّم له وابلًا من الكلام الجارح، والانتقاد اللاذع، وكل أصناف العقوق.
صرت أشفق على الفرق الأهلية، فهي تستقبل النظرة الحزينة، وحتى من يعمل فيها يُنظر إليه بعيون فيها تقليل من الشأن والشرعية في ذلك العقل، وكيف يعمل ذلك العمل التطوعي.
بالنظرة العامية يُقال عنه: "ما عنده شغل" — تصوير ذو دلالة أن المشاركة في ذلك الفريق الأهلي قلة شغل في عقول المرضى. وللأسف، بعضها تصل إلى جودة في الفكر والثقافة، لكنها فقيرة في النظرة والفكر والتقدير لشريحة العمل التطوعي.
من هنا أقول: كان الله في عون الفرق الأهلية ومن يُبارح فيها. تجد الانتقاص والنقد أصبحا سلعة رخيصة، الكل يجاهر بها، ويهرف بما لا يعرف، ومتحدث لبق في أنواع تلك المجالات للفرق الأهلية. صرت أعطف عليهم من شدة الجهل، كأنه ورم سرطاني موجود في عقولهم.
وتصبح الفرق الأهلية حقل تجارب، الكل يدخل فيها، والأمر المرير أن الكل يهاجم هجومًا مرتدًا، وأتخيل كيليان مبابي في غزوة على دفاعات برشلونة. هكذا يحدث في طقوس تلك الفرق الأهلية، من كل الأطراف تجد تلك الضربات الموجعة تنالها وتتَصيّد أخطاءها، وتصبح الحلقة الأضعف. تجد كل الممارسات التي تُضعف كينونة الفريق الأهلي، وليس هناك من يقدّم ولو ريالًا واحدًا لذلك الفريق، فقط نقد يُترجم الوعي الخاطئ في الثقافة والإدراك.
لا زال الوضع رماديًا في الفريق الأهلي. الجميع ينتقد، ولا يلامس الزلات إن حدثت، تجدهم نبرة السلبية تضفي على واقع يومهم، لا يعرفون التأسيس الصحيح، في عقولهم الفريق إرث، الجميع يتقاسمه في السراء والضراء. من غثاثة تلك العقول وعُقم ما فيها، تُناظر واقع الفرق الأهلية في جغرافية عُمان الحبيبة، تجدها في ألم وتقف في مكانها لا تتقدم. الأسباب والمعطيات تدور في دائرة العقوق في الفهم والاستيعاب، وعدم الخلاف.
الوفاق مفقود في الفرق الأهلية، والشارع غير الرياضي مفعّم بالجهل والغباء في آنٍ واحد.
الفرق الأهلية تستغيث من هؤلاء المنتقدين الذين يقفون في زاوية لا يعملون ولا يُبادرون، لا معنويًا ولا ماديًا، فقط يمارسون ذلك النقد غير المستقيم.
هل تصبح الفرق الأهلية متاعًا للتفاضل والسباق نحو مفردات النجاح؟
نبحث عن الفلاح، فنجد الانشقاق والشلل الذي يتوارث الغباء على حاله.