من وحي الطوفان(١٠ )
د. صالح بن خلفان بن محمد البراشدي.
المقدسات الإسلامية (٥ )
٤- المسجد الأقصى المبارك (١ )
والمسجد الأقصى بأرض القدس
مقدسا في ديننا والنفس
وقبل ميلاد المسيح قيلا
بناؤه فاقرأ ترى التفصيلا
يحتل في التشريع والأفهام
مكانة عند بني الإسلام
فهوّ أولى القبلتين كانا
صلى إليه المصطفى عَيانا
وبعدها القبلة قد تحولت
للمسجد الحرام في الذكر ثبت
وثالثٌ للحرمين الأقصى
والمصطفى بفضله قد أوصى
وإنه المسرى لخير البشر
وخاتم الرسل الأمين الأكبر
ومبتدا المعراج للمختار
إلى السماوات مع الأخيار
ليريه الله من الآيات
في رحلة عالية الهبات
يعتبر المسجد الأقصى من المقدسات الإسلامية لماله من مكانة عظيمة في التشريع الإسلامي أولاً وفي قلوب المسلمين ثانيا، فمتى بني المسجد الأقصى المبارك؟ وما هي مكانته في التشريع الإسلامي؟ وما هي فضائله؟
وردت روايات تشير إلى تاريخ بناء المسجد الأقصى ومن أبرزها أنه بني قبل الميلاد بأكثر من ألفي سنة، فهو ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، ودليل ذلك ما رواه البخاري عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصل، والأرض لك مسجد".
وتشير بعض المعلومات المتعلقة بالمسجد الأقصى من حيث المساحة وما يشتمل عليه، فتبلغ مساحته قرابة ١٤٤٠٠٠ متر مربع، ويشمل قبة الصخرة والمسجد القِبْلي والمصلى المرواني ومصلى باب الرحمة، وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى ٢٠٠ معلمًا. ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تُسمى «هضبة موريا»، وتعد الصخرة أعلى نقطة فيه، وتقع في قلبه.
وللمسجد الأقصى مكانة عظيمة في التشريع الإسلامي وبين المسلمين، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى سيد الثقلين نبيا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ورد أن قبلة المسلمين الأولى هي المسجد الأقصى ثم أمر الله نبيه وعباده المؤمنين بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام في الصلاة في اليوم السابع عشر من شهر رجب في العام الثاني بعد الهجرة النبوية، قال سبحانه:{ سَیَقُولُ ٱلسُّفَهَاۤءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّاهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِی كَانُوا۟ عَلَیۡهَاۚ قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُ إِلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٤٢]، وقال سبحانه:{ قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِی ٱلسَّمَاۤءِۖ فَلَنُوَلِّیَنَّكَ قِبۡلَةࣰ تَرۡضَاهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَیۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ وَإِنَّ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ لَیَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا یَعۡمَلُونَ }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٤٤].
كما أن المسجد الأقصى المبارك ثالث الحرمين بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، والصلاة فيه تعادل خمسمائة صلاة في الأجر والثواب، فهو من المقدسات الإسلامية التي يجب الاعتناء بها، والمسجد الأقصى المبارك هو مسرى سيد الثقلين، قال تعالى:{ سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِیۤ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَیۡلࣰا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِی بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِیَهُۥ مِنۡ ءَایَـٰتِنَاۤۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ }[سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ١]، فهو منتهى رحلة الإسراء ومبتدأ رحلة المعراج إلى السماوات العلا، حيث رأى النبي صلى الله عليه وسلم من آيات ربه الكبرى.
عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: «أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ».