رثاء إلى روح الأستاذ: محمد بن سعيد الجهوري
الكاتب: أحمد بن علي القطيطي
بقلوبٍ يعتصرها الألم، وبأسى لا يخففه الزمن، ودعنا الأسبوع الماضي شخصية إعلامية تركت بصمتها في المجال الرياضي، ألا وهو محمد بن سعيد الجهوري، رئيس القسم الرياضي في مجلة حبر الوطن الإلكترونية، الذي رحل تاركًا خلفه إرثًا من الإبداع والتفاني.
لقد كان محمد نموذجًا للإعلامي المخلص، الذي حمل على عاتقه مسؤولية نقل الخبر وتحليل الحدث الرياضي بعمق ودقة. لم يكن مجرد صحفي، بل كان صوتًا نابضًا بالحياة، ينقل لنا الرياضة بروحها الحقيقية، ويجعلنا نعيش تفاصيلها وكأننا جزء منها. لم يكن يكتفي بالسرد، بل كان يغوص في المعاني، ويسلّط الضوء على أبطال الرياضة، سواء في ساحات المنافسة أو خلف الكواليس، ليُبرز جهودهم ويخلّد إنجازاتهم.
في كل مقال كتبه، وفي كل تقرير أعدّه، كان يضفي لمساته الخاصة، بأسلوبه المتميز الذي جمع بين الاحترافية والروح الإنسانية. كان يؤمن بأن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل هي قصة تُروى، وأمل يُبث، وحلم يُصنع. ومن خلال عمله في مجلة حبر الوطن، استطاع أن يحوّل الكلمات إلى نبض حي، جعل القرّاء يتابعون الأحداث بعيون محمد ورؤيته الثاقبة.
رحل محمد، لكن صدى كلماته سيبقى حاضرًا في صفحات المجلة، وفي ذاكرة كل من قرأ له أو عمل معه. سيظل اسمه محفورًا في قلوب زملائه الذين عرفوا فيه الرجل النبيل، والصديق الوفي، والقائد الحكيم الذي كان دائمًا يسعى لنقل الحقيقة بإخلاص ونزاهة.
وداعًا محمد بن سعيد الجهوري، لن تكون مجرد اسمٍ في سجلّ الإعلام الرياضي، بل ستبقى رمزًا للعطاء والإبداع، وستظل ذكراك ماثلة في كل مقالٍ يُكتب عن الرياضة، وفي كل بطولة تُروى تفاصيلها، وفي كل قلبٍ أحبك وعرف قيمتك.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.