دعني بعينيها
شعر: د . همدان محمد الكهالي
دعــنــي بـعـيـنِ حـبـيـبةٍ أتــأمـلُ
فـهـنـاك قــلـبٌ بـالـنـدى يـتـغسلُ
ذرنـــي فـــإنَّ بـدايـتـي كـنـهـايةٍ
صــلّــى عـلـيـهـا بـالـخـتامِ الأولُ
مُــدَّ الــرؤى فـالـباسراتُ مـشيئةً
فــــي غـيـهـبٍ آفــاقـهُ لا تـكـمـلُ
بُـــسَّ الــزمـانَ بـخـافـقٍ مـتـوددٍ
قــــد عُــــنَّ والأيَّــــامُ لا تـتـبـدلُ
يـغـفـو بــدربِ الـراحـلين مـتـيمٌ
ويـخيطُ جـرحاً بـالجوى ويـزمِّلُ
ويــطـوفُ آنـــاءَ الـلـيـالي لـهـفـةً
ويـعـودُ أطــرافَ الـنـهارِ لـيـسألُ
تـتـنفسُ الأشــواقُ آهـاتَ الـهوى
مــن كُــلِّ قـلبٍ والـنواهدُ تـجهلُ
وكـــأنَّ مـــوجٌ عـاصـفٌ بـسـفارةٍ
عـــادتْ عــلـى أعـقـابـها تـتـسللُ
حـبـلـى تــعـضُّ أنــامـلاً بـنـدامةٍ
وصـبـابـةٌ ثـكـلـى وقـلـبٌ يـعـذلُ
فـــبــأي آلاءِ الـــغــرامِ تــعــفَّـرتْ
مـهـجُ الـحـنينِ ومـثـلها لا يـفعلُ
وبـــأي دربٍ والـنـجـومُ سـهـيـرة
سـاروا وفـي أي المضارب ينزلوا
رحـلوا بـلا مـيعاد في قلبٍ غوى
يـــا لـيـتـهُ بـعـد الـغـوايةِ يـعـقلُ
هـاكـمْ فــؤادي أقـتـلوهُ وعــزروا
لا شـأن لـي فـالحبُّ ظـلماً يـقتلُ
غُـلّوهُ فـي نـارِ الجحيمِ وأسلكوا
عـشـقـاً يـثـيـرُ لـواعـجاً ويـزلـزلً
حـثـوا تـرابَ الـذكرياتِ وأدفـنوا
أمــلَ الـحـياةِ فـلـمْ أعُــدْ أتـحمَّلً
عـشـقي تـعـدَّى كُـلَّ حـدٍّ بـالمدى
وهــي الـتـي فـي حـبِّها لا تـبخلُ
أنـفـاسـها فــي شـهـقةٍ وزفـيـرها
مــسـكٌ يــفـوحُ بـنـشـوةٍ تـتـبتلُ
وأخـالـهـا تــجـري بــدمَّـي لـهـفةً
في روحِ روحي فوق ما تتخيلُوا
لـكـنَّـها فــرقـتْ وغـــابَ مـثـارُها
والـقلبُ فـي كـفِّ المليحةِ يسألُ
قـالـتْ وقـد جـفلَ الـغرامُ بـعينها
دعــنـي فــإنَّ جـراحـنا لا تـدمـلُ
فـعسى يـكونُ وصالنا إنْ أسبلتْ
جـفـنَ الـحـياةِ وعـند ربّـي نـقبلُ