رحم الله موسى المحرمي

data:post.title

 رحم الله موسى المحرمي (مدير الأمن المثالي)


الإثنين، التاسع من صفر ١٤٤٦

٢٠٢٤/٨/١٢ 



الكاتب : جاسم بن خميس القطيطي 



"هناك أشخاص تستطيع أن تحتفظ بهم في قلبك بكل حفاوة رغم مواسم الغياب الطويلة لأن حضورهم الأول لم يكن عاديًا" أحلام مستغانمي .

كان رجل يقدم جمال ولمعان العمل الروتيني في مجال عمله، إذا قلت من أفضل المدراء في تلك الحقبة التي قضاها من خلال القيافة والحكمة والإدارة التي يضرب بها الصدق والخلق الرفيعة، لم يكن متعاليًا بتلك الوظيفة  كمدير أمن للوزارة، يسرق الأنظار له بتلك السيرة العطرة، يحتضن الجميع بذلك اللقاء المهذب الجميل، كتب سطور من العرفان الوظيفي في مجال التخصص ولا أعتقد سوف يحضر مدير أمن في قيافته وحسن البصيرة والإدراك الوظيفي في وزارة القوي العاملة أنذاك ..، يتكاثر ما داخله حسن الظن القويم، يرسم مناهج من العطر الفكري أثناء الحوار معه، تجلس بجواره لا تود الانتهاء منه لعبق اللقاء ومسودات المقدمة من ذلك العشق الذي نستنشقه كل يوم مع اللقاء معه، ويحتضن كل ما في داخلنا، ويكون هو المعلم الأول داخل المكتب من وافر التقدير لكافة الموظفين من حوله .



تلك الوسامة وخفة الظل وتبادل الود سوف يكون محفور في الذاكراة لقصة مدير أمن حاز على تعلق كل القلوب، وحاز على التتويج لكل من قابله، وفاز بالتحية بين عالم كله مواسم وتقاليد بين تلك الابتسامة من القلب وبين أحاديث فيها الاعتزاز لحديث ممشوق القوام في حضرة أبو حسام، كل الصباحات وأحيانًا المساءات لدواعي العمل كانت تتسم بواجب العمل وكميات من التقدير الأخاد .


نبأ وفاته كان حزين وهو الذي كان يتواصل معي بين كل فترة وفترة بعد التقاعد، وكان بوصيني بالتواصل المستمر 

وفي مرة جاءني معاتب لقلة التواصل، وقبل أن يذهب إلى الحج بموسمه الأخير كتب لي وهو يعلمني بالذهاب إلى الحج، واختفى التواصل بيني وبينه حتى وصول نبأ وفاته في ذلك المساء من يوم الإثنين الحزين، رحم الله روح كانت تتوسم بالطبع الروحي الفضفاض وتعطي مساحات جذابة كان طيب المعشر تود بالحديث معه دون ملل وكلل 

ذلك الرحيل الذي ما يتخلخه عبق من مميزات تلك الذكرى العطرة من لحظات وأوقات دونت تلك الرحلة التي حصدت الكثير من التميز في التعامل الحميد مع كل ما يخص ذلك المكتب والعمل بصورة فيها الاتقان والحس الوظيفي وإعطاء الجميع حرية العمل بدون تدخل وفي جو أسري نشهد له بالمثالية وحب الآخرين، كان يتفقّد جوانب مايخص تلك الوظيفة لجميع من حوله بصورة الأستاذ والقائد والمربي والمدير المحنك ...، كان يتلمس كل أوضاعهم وسلس الطباع كريم النفس مع كل مقتضيات الأمور ..، رحم الله موسى المحرمي الذي أوقد العديد من القضايا نحو السلم والحل المنير، حتى وأنا أسلم على الابن حسام يقولي لي قبل وفاته بثلاث أيام كان يطريك بالخير، يارب تجاوز عنه ويمن كتابه واجعله مع الصالحين، يارب كما كان رفيقًا بنا أرفق به واغفر له برحمتك الواسعة 

إنا لله وإنا إليه راجعون.