الصداقة في عالمنا الافتراضي

data:post.title

 الصداقة في عالمنا الافتراضي



بقلم عواطف السعدية



الصداقة والأصدقاء هي كلمة عظيمة في معانيها ،كبيرة في وصفها، ولابد أن نضع لها حدود وضوابط معينة، ليس من المعقول أن اتخذ من شخص معين صديق تواصل بمعنى استغل كل وقته بكثرة الرسائل، والتدخل بالخصوصية ،والعتاب وغيرها من الأمور، اختصر وجودي بالسؤال عنه عند غيابه عن الموقع، بمعنى الاطمئنان على حالهِ وأحوالهِ، وهذا مايعزز قوة العلاقة بالصداقة الحقيقية!! ،دون التجاوز معه، لأن لكل منا حياة خاصة مستقلة  والحفاظ عليها حق وواجب ..


الصداقة هي شراكة حقيقية في كل وقت، مراعاة وخوف، وتحمل مسؤولية صديقي من يرى عيوبي وأهرع له ناصحاً، من يحزن وقت الحزن أواسيه واقف بجانبه ،بالفرح أكون معه سندا وعونا دون طلب أو تكلف، اليوم نحن نعيش مع عالم كبير من البشر، قد يكونوا خير الأصحاب، والعكس فلا نعلم ما بالنوايا وما يخبئ لنا القدر ، لذلك الاكتفاء بالمعرفة دون التدخل في خصوصية لاتعنيك، تضمن لك وللجميع اهتمام وتقدير واحترام، لأن ديننا الاسلامي حث على الألفة والمحبة واحترام الصغير والكبير  التعاطف مع الفقير والغني، الرحمة بالمريض والدعاء له بالشفاء ،كلها أمور تدفعنا لأن نسعى نترك بعد الرحيل أثر جميل.


من ناحية أخرى الصداقات التي تندرك تحت حاجة أو استغلال الأخر بطريقة ما، كطلب مبلغ من المال بحجة العسر، وبعد فترة طويلة يكتشف أن هذا الشخص مستغل عفوية وطيبة الأخر بمعنى أخذ ما أريد وابتعد كي لا يطالبني بالمبلغ  وكثير هي المواقف التي تكشفها أقنعة الصداقات الإلكترونية ، والتي لاتحمل إلا رمز وقد يكون نكرة، أو اسم مستعار ،ومما يتوجب علينا نحن أصحاب الحسابات التي تحمل عدد مؤلف من المتابعين، الحذر وعدم التهاون بإضافة أسماء أو حسابات وهمية حتى لا نكون ضحية لهؤلاء الفئة الذين لايراعون خصوصية الآخرين وأن لهم حياة خاصة لايمكن أن يعلم بها الآلاف من البشر، أنت الذي أردت أن تكون لك علاقة أخوية عفوية مع الأخرين، لاتتجاوز حدود هذه العلاقة مهما كانت مكانة الشخص معك، وضع خط أحمر في وجودك بحياته لتدوم هذه الصداقة كما ينبغي وتخلق بينكما صداقة لأخر العمر.


كتبت هذا المقال بناء على طلب من أحد الأخوة والنية أكتب بهذا الموضوع من فترة لتعريف الصداقة الحقيقية في هذا العالم الافتراضي الذي نجهل سلبياته وأيضا الإيجابيات


كن صديقاً لايحمل بقلبه الا احترام من حوله ومراعاة لظروف حياته الخاصة دون ازعاج مستمر مابين رسائل متكررة واتصالات لاتأتي بوقتها، وعتاب وغيرها من الأمور التي تلغي مفهوم الصداقة لجهل معناها ومحتواها ..


حفظ الله كل الأصدقاء الأوفياء بقلوب صادقة نقية عذبة، لاتحمل إلا المحبة والود ومراعاة المشاعر والخصوصية في مشوار الحياة الذي ما أن غادرنا بيوم من الأيام، تركنا خلف هذا الرحيل ذكر حسن وأثر طيب يرفع مقامنا وقدرنا عند الله سبحانه وتعالى..