خطأ طبي

data:post.title

خطأ طبي 


بقلم: بدرية السيابية







خطأ طبي، لعلك عزيزي القارئ قد سمعت هذه العبارة في بعض الأحيان، إما أن تكون قد وقعت فعلًا مع أحد أقاربك أو أصدقائك، أو نشرت بعض القصص الحقيقية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وللأسف، هذا واقع؛ فالأخطاء تحدث، ولكننا لا نريدها أن تقع على أجساد مرضانا، أو أولئك الذين يعانون من علل، ويحتاجون إلى العلاج الصحيح، لا إلى فقدان أرواحهم العزيزة علينا. تحدث الأخطاء الطبية ليس مرة أو مرتين، بل لا تزال تتكرر حتى يومنا هذا.


تخيل حجم المعاناة عندما تفقد عزيزًا وغاليًا على قلبك بسبب خطأ طبي تسبب في فقدان روحه، تلك الروح التي كانت بالأمس بجوارك، تتحدث إليك، واليوم أصبحت مجرد ذكرى مرسومة في مخيلتك. ناهيك أيضًا عن صرف أدوية غير مناسبة للمريض، وأحيانًا يكون التشخيص خاطئًا، مما يؤدي إلى تناول دواء يسبب مضاعفات وأعراضًا مدمرة لبقية حياة المريض الصحية، وأول ما يتأثر هو حالته النفسية، ويعاني معه أهله كذلك. يا له من شعور مؤلم حين تشاهد هذا الشخص وتقارن بين حاله سابقًا وحاله اليوم. وكثيرة هي الأحداث والأخطاء الطبية التي تقع؛ البعض يعترف بخطئه أثناء إجراء العملية لأنه كان يفتقر إلى المهارة، أو ربما كان قد مر بيوم مزعج فلم يركز جيدًا أثناء أدائه لعمله. فالخطأ الطبي يُعد إهمالًا طبيًا، وقد يتحمل الطبيب مسؤولية الضرر الناتج عن ذلك.


ويبقى السؤال:

هل لدينا كفاءات وخبرات ومهارات كافية في الخدمات الطبية بالمستشفيات الحكومية والمراكز الصحية؟

البعض سيقول نعم، ولكن من وجهة نظري، وحسب ما شاهدته في بعض المستشفيات والمراكز الصحية، فإننا نفتقر إلى هذا النوع من الكفاءة. كمثال: وحدات غسيل الكلى الموزعة في المستشفيات، وكذلك وجود وحدات غسيل الكلى في المراكز الصحية بالولايات. نعم، هناك كوادر طبية مكونة من ممرضين وممرضات وأطباء، ولكن للأسف تجد فقط واحدًا أو اثنين ممن يتقنون ضرب الإبر لمرضى الكلى، نظرًا لحساسية مواضع الإبر لدى المرضى، إذ تكون في اليد أو أعلى الصدر أو الفخذ. إذا أخطأ الممرض في ضرب الإبرة، قد تحدث مضاعفات للمريض فوق معاناته، كالنزيف المستمر لمدة قد تتجاوز الثلاث ساعات، وفي حال عدم توقف النزيف يتم استدعاء الإسعاف وإدخال المريض إلى المستشفى مع تورم غير طبيعي في اليد. وهنا يحدث الخطأ، والسبب جرح في الشريان الداخلي، مما يؤدي إلى تدخل جراحي عاجل لتفادي مضاعفات خطيرة قد تودي بحياة المريض. فلماذا لا يتم تفادي كل هذه الأحداث من البداية؟ لماذا لا يتم تزويد كل وحدة ممرضين وممرضات ذوي خبرة وكفاءة عالية؟

أنتم تتعاملون مع بشر، وأرواحهم غالية.


وفي ختام مقالي، أقول: رحم الله أرواحًا غادرت بسبب هذه الأخطاء، فـ"تعددت الأسباب والموت واحد".

أسأل الله أن يشفي كل مريض من مرضه، وأتمنى أن يتم تكثيف وجود كوادر طبية ذات خبرة وكفاءة، مع تعزيز الدورات التدريبية باستمرار.

Abrar Al-Rahbi
الكاتب :