البيئة مسؤولية ووعي حضاري

data:post.title

 البيئة مسؤولية ووعي حضاري


الكاتب: جاسم بن خميس القطيطي 





أصبح معايشة المشهد الصحي في البيئة وأثره على الواقع اليومي يمثل أهمية كبيرة، وذلك تماشيًا مع تطور الاقتصاد واستقامة المكان، سواء كان ذلك في البلدة أو على الشواطئ أو حتى في تصنيف المدن والمحافظات.


من جمال البيئة تنبعث مظاهر التناسق، فتبدو كل الأشياء المحيطة في تسلسل وتصاعد يعبّر عن التطور والإدراك، وتُعدّ ثقافة المحافظة على البيئة من الثقافات الملحة التي نستقي منها الفخر بين الأمم والدول. ما يحدث حاليًا هو سلسلة من الأخطاء التي تنُّم عن الجهل في طرق المحافظة على البيئة ونظافتها، سواء في الشارع أو المنزل أو المدرسة، مما شوّه المظهر العام وأصبح من الضروري تواجد عمّال النظافة بصورة مكثفة، وهو مؤشر على استنزاف الاقتصاد. كل ذلك كان يمكن تفاديه لو أدركنا مسؤوليتنا تجاه نظافة البيئة وأهمية التعاون المشترك.


بات مشهد التلوث البيئي والأوساخ المنتشرة يشوِّه الأماكن، دون وجود وازع رقيب يمنع هذا التدهور ويعيد لثقافة الجمال الإنساني اعتبارها. وقد تمكنت الرفاهية الزائفة من العبث بعقول الناس، وأصبحنا نبحث عن النجاة وسط الإهمال المفرط والترف الزائف والنظرة الضيقة غير الصائبة.


إن رمي القاذورات والمخلفات على سواحل البحر، والتي قد تمتد آثارها إلى الثروات البحرية مثل الأسماك، يعبّر عن تلوث خطير قد يؤدي إلى كارثة بيئية تؤثر في جميع الاتجاهات. نبحث عن الحلول، ولكننا لا نجدها في ظل الإهمال الذي يلوح في الأفق، ويؤكد غياب كل ما هو جميل ومنظم في معتقدات هذا الزمن. أما مفردات "الوضع الآمن" للبيئة، وما يمكن أن ينتج عنه من مشهد مهذب، فقد أصبحت نادرة ومهملة. هناك شواهد كثيرة على تفاقم الأخطاء وانتشار التلوث البيئي، مع تزاحم الناس وكأن الأمر طبيعي لا يستحق الانتباه. البيئة في خطر، والوضع يزداد سوءًا، وتراجع الثقافة البيئية أصبح أمرًا مستباحًا، مما أدى إلى ازدياد الاعتقادات الخاطئة والسلوكيات المسيئة في الحي وبين الأفراد والجماعات. فمتى يحين وقت تشغيل العقل والمنطق، وفتح جسور الالتفات نحو جمال البيئة؟ متى نقود دفة المسؤولية نحو الجودة ونرسّخ العمل البيئي المنظم، لنرسم بيئة نظيفة من جميع الجوانب، تكتب نجاح جيل بعد جيل؟


إن ما يحدث الآن هو البقاء في مطبات من العطاء الناقص، الذي لا يساعدنا على اللحاق بركب الشعوب المتقدمة، حيث الثقافة الفردية هي الأساس في تحقيق نجاح بيئي مستدام ومتقدم.

Abrar Al-Rahbi
الكاتب :