رعاية الطلاب غير المجيدين: مسؤولية وطنية نحو مستقبل مهني واعد
الكاتب: جاسم بن خميس القطيطي
جاء هذا الأسبوع متاحًا لتكريم المجيدين في أغلب المدارس... وتأتي هذه الخطوة المباركة تتويجًا للحالات التي نالت التفوق والنتائج المميزة، مما يعطي استحسانًا يبشر بمضاعفة رفع المستويات التحصيلية. وبقيت النظرة الحاضنة لحالات الطلاب ذوي المستويات الضعيفة تبحث عن الأناقة فيما يضمن المستقبل الوظيفي بعد الفشل في المستوى التعليمي، وإيجاد تعليم مهني لتلك الحالات.
ويجب تكريم هؤلاء غير المجيدين بالتعامل الأمثل معهم، مما يعطي الكمال الذي يتناسب مع تلك العقول نحو ملاءمة الواقع العملي ومواجهة كل التحديات التي تعترض أصحاب العقول ذات المستويات المتدنية.
يجب الانتباه الشديد لمثل هذه النوعية من الطلاب، وتلقينهم التوعية والإدراك، وتحذيرهم من المخاطر التي تحيط بهم، وهم يبقون بدون تثقيف أو ثقافة حقيقية. فهؤلاء يعانون من عدم تحقيق حلم إكمال الدراسة، رغم وجودهم في السلك التعليمي من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر. وقد لا يكمل الجميع مسيرته التعليمية.
وهنا يأتي السؤال: من يأخذ بيد هؤلاء غير المجيدين؟ ومن يحفزهم على مواصلة التعليم بشتى التقنيات، سواء كان علميًا أو مهنيًا؟
نحتاج إلى اختصار الطريق لهؤلاء الطلاب من خلال منهج تعليمي يتناسب مع قدراتهم، ومعرفة ميولهم، وتسجيلهم في الجوانب المهنية التي تلائم مستوياتهم، حتى ينضج طالب يجيد العمل المستقبلي ويحصل على وظيفة تضمن له الدوام والاستمرارية. يجب احتضان الحالات ذات المستويات المتدنية في أروقة وزارة التربية والتعليم، ومحاولة وضع آليات تضمن لهم المواصلة دون الوقوع في البطالة، من خلال تخصصات مهنية تجعلهم يتحملون المسؤولية.
كما يجب أن يمتهنوا الوظائف الشاغرة التي يشغلها العامل الأجنبي، وألا تكون حكرًا على الجاليات المتعددة.
هناك الآلاف من الكوادر الوطنية التي تصبح حبيسة الإهمال، لعدم وجود الوظيفة المناسبة التي تجعلهم يستمرون بعد المدرسة، وهذا يتطلب الكثير من الدمج بين التعليم العلمي والمهني، مع تطوير المدارس وتزويدها بالإمكانات المناسبة.
السؤال: أين أصبح ذلك الطالب ذو المستوى الضعيف من خارطة المستقبل الذي يرسمه لنفسه ولمن حوله؟
نحتاج إلى نظرة واعدة لانتشال تلك الحالات العديدة التي هجرت المدارس وأصبحت رهينة للسهر والبطالة والسلوكيات الخاطئة.
نحتاج إلى مجد وتمجيد لهؤلاء من أصحاب المستويات الضعيفة، ووضعهم في حسابات وزارة التربية والتعليم، وتأمين مستقبلهم الصحيح، ليصبحوا يدًا بيد في قيادة مسار الوطن وتحقيق الأماني.
إن الاهتمام بهذه الفئات من أصحاب المستويات الضعيف غاية ذات أهمية تبني جيلًا يحمي الأوطان، مع تأمين مستقبلهم الوظيفي والمهني، وتدريبهم من خلال رسالة التربية والتعليم.
وقد آن الأوان لدفع عجلة التطوير في التعليم المهني، واحتواء الحالات من أصحاب المستوى التعليمي الضعيف، ووضعهم في خانة التدريب المهني نحو مستقبل وظيفي مضمون يتواكب مع التعليم والتدريب.