من وحي الطوفان (٩)

data:post.title

 من وحي الطوفان (٩)






د. صالح بن خلفان بن محمد البراشدي


    المقدسات الإسلامية (٤ )

٣- المسجد النبوي الشريف.

ومسجد المختار في المدينة 

مقدّس في الهنا السكينة 




فإنه الأساس في بناء 

مدينة الرسول في هناء 


فإنما المختار منذ أن علا 

مبلّغا لله ربي ذي العلا 


يبلّغ الدين لهذي الأمةِ 

مبصرا للناس مُجلي الظلمةِ 


واجهه الكفار بالإيذاء 

وكذبوا الدعوة باعتلاء 


فأعرض المختار عنهم وامتثل 

أمرا من الله بذكره اشتغل 


والمسلمون وجدوا في مكة 

من الأذى من أهلها في لوعة 


قالوا رسول الله نرجوا الهجرتا 

حتى نعيش فرحا والدعتا 


فقال قوموا هاجروا ليثرب

أرجو بها تلقَون خير المطلب 


وهاجر النبي والصدّيق 

بعدهم ثالثهم رفيق 


يدلهم على طريق الساحل

حتى أتوا مدينة الفضائل 


وعندها قام النبي المصطفى 

وصحبه الأخيار أرباب الوفا 


وشيّدوا المسجد باهتمام 

أضحى منار العلم والإسلام 


واتبعوا نهج النبيْ الهمام 

وأعرضوا عن منهج اللئام 


كم فيه من فضائل عديدة 

من ربنا خيراته مديدة 


فيه الصلاة أجرها إن أُخلصت

لله عن ألف صلاة ذا ثبت 


عن النبي أحمد المختار 

فيما روي عن صحبه الأخيار 


واجه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين في مكة المكرمة وما حولها أصنافا من الأذى، ووجدوا وأهلهم معاناة شديدة بسبب ذلك، وكانت الوفود تصل مكة المكرمة رغبة في الالتقاء بالنبي الأمين ودعوته إلى الإسلام، ومنهم من يعود إلى أهله مسلما يبلغ دعوة الله تعالى، وكان ذلك سببا يسره الله تعالى لانتشار دينه في مشارق الأرض ومغاربها، أما المسلمون في مكة المكرمة فقد طلبوا من المصطفى عليه الصلاة والسلام الإذن بالهجرة بأنفسهم وأهلهم حتى يعيشوا في أمن وأمان بعيدا عن إيذاء المشركين، فقال لهم  رسولُ اللهِ ﷺ وهو يومئذٍ بمكةَ: « قد أُرِيتُ دار هجرتكم، رأيتُ سَبْخَةً ذاتِ نخلٍ بين لابتين» وهما الحَرَّتَانِ، فهاجرَ من هاجر قِبَلَ المدينةِ حين ذكر ذلك رسولُ اللهِ ﷺ، ورجع إلى المدينةِ بعضُ من كان هاجرَ إلى أرضِ الحبشةِ، وهاجر لاحقا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق إلى المدينة المنورة بحمد الله تعالى وعنايته، وحينما وصل عليه الصلاة والسلام المدينة بنى المجتمع المدني الذي كان أساسه وركنه الرئيس المسجد النبوي الشريف.

اجتهد المصطفى عليه السلام وأصحابه في بناء المسجد المبارك، فكان منارة يُشع نورها أرجاء المدينة المنورة والشرق والغرب والشمال والجنوب، وعرف المسجد بالمسجد النبوي الشريف، ويعتبر من المقدسات الإسلامية، فما هي أبرز فضائله؟


يحتل المسجد النبوي الشريف مكانة عظيمة في قلوب المؤمنين، ودعا عليه السلام المؤمنين إلى زيارته لاكتساب الأجر والثواب العظيم، فالصلاة فيه تعادل ألف صلاة في غيره من المساجد خلا المسجد الحرام، عن أبي هريرة عن النبي محمد قال: «صلاةٌ في مسجدي هذا، خيرٌ من ألفِ صلاةٍ في غيرِه من المساجدِ، إلا المسجدَ الحرامَ»، وبناء على ذلك فعلى المؤمن أن يستثمر زيارته للمسجد النبوي الشريف بملازمة أداء الصلوات الخمس في جماعة فيه حتى يحوز الأجر والثواب العظيم. 

واكتسب المسجد النبوي قدسيته أيضا لأن المؤسس والقائم على بنائه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فعلى المؤمنين أن يستشعروا سيرته عليه السلام وسيرة أصحابه الكرام، ويتذكروا الأحداث والمواقف التي وقعت في عهد النبوة والخلفاء الراشدين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

Reham Ahmed Albakri
الكاتب :