علامات الساعة في زماننا

data:post.title

 "علامات الساعة في زماننا: تأملات في التحولات الكبرى في العصر الحديث"


استناداً إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف، فقد أخبرنا عن العديد من العلامات التي ستحدث في آخر الزمان. من أبرز تلك العلامات: كثرة الهرج، وانتشار الزنا، والعقوق، وظهور الرويبضة، وارتفاع المعازف، واختلال الأوضاع الاجتماعية بشكل غير مسبوق. كما ورد في الحديث: "ينقض الحديد"، و"النساء كاسيات عاريات"، و"الحفاة العراة يتطاولون في البنيان". كما أشار الحديث إلى تغير الزمن، حيث يصبح السنة كالشهر، والشهر كاليوم، واليوم كالساعة. وأيضا تم التنبؤ بظاهرة الموت المفاجئ، وزيادة انتشار الربا، وغيرها من الأحداث التي باتت تقترب من وقوعها.


إن هذه العلامات قد بدأنا نراها في هذا القرن، بشكل لم نشهد له مثيلاً في العصور السابقة. تطور العالم بشكل غير مسبوق في فترة زمنية قصيرة، حيث كانت البشرية تعيش في ظروف مختلفة تمامًا قبل قرن واحد فقط. شاهدنا تطورًا مذهلاً في وسائل التواصل والتكنولوجيا مثل الهواتف، والطائرات، والسيارات، والناطحات السحابية، بالإضافة إلى تنوع المأكولات التي أصبحت في متناول الجميع. قبل هذا العصر، كانت السماء غير محجوبة عن البشر، وكانوا يسترقون السمع. ومع ذلك، فإن ما يحدث الآن ليس سوى بداية لمرحلة جديدة في تاريخ البشرية.


من أبرز العلامات التي نراها بشكل ملموس في هذا العصر، ظهور النار من بلاد المسلمين، وهي علامة يشير إليها الحديث النبوي. قد يتساءل البعض: كيف يمكن لنا في سلطنة عمان رؤية النار إذا ظهرت في أمريكا؟ ولكن في عصرنا الحالي، وبفضل التكنولوجيا الحديثة، يمكن للإنسان في أي مكان على وجه الأرض مشاهدة هذه الظاهرة عبر التلفاز أو الهواتف المحمولة. وقد شهدنا ذلك عندما أُضرمت النار في تونس جراء حادثة الطالب الجامعي، والتي أصبحت حدثًا عالميًا تم مشاهدته في كل مكان.


بعد هذه الأحداث، ظهرت التحولات الكبرى في المنطقة العربية والإسلامية. بدأت الثورات الشعبية ضد الحكام، وتوالت الفتن في بلاد المسلمين. وقد تجلت تلك الفتن في بروز جماعات متطرفة مثل داعش، وتزايد التوترات في المنطقة بشكل عام. مع مرور الوقت، أصبحت هذه الأوضاع أرضًا خصبة للتدخلات الخارجية من قوى الكفر، وحدثت العديد من المصائب التي أدت إلى سقوط بعض الأراضي الإسلامية تحت سيطرة أعداء الأمة.


وفي النهاية، تأتي بشائر الأمل، إذ يأتي المهدي المنتظر ليجمع الأمة الإسلامية تحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله". سيقود المهدي جيشًا من جميع أنحاء الأرض، متحدين في وجه أعداء الله، ليحقق النصر ويعيد للأمة عزتها. وتكتمل دورة التغيرات الكبرى التي بدأت بظهور النار، لتنتقل الأمة الإسلامية من مرحلة الفتن إلى مرحلة النصر والتمكين.


أخيرا:  إن هذا التحليل لا يعدو أن يكون تفكرًا في الأحداث التي تحيط بنا. إذا تمعنا في ما يحدث الآن من تطورات، نجد أن العديد من العلامات التي تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم قد بدأت تظهر بالفعل. لذا، ينبغي للمسلمين أن يستعدوا لما هو قادم، وأن يتوحدوا تحت راية الإسلام، فالنصر قادم بإذن الله.



بقلم:

بدر بن ناصر بن عبدالله الريسي