سالم بن درويش العيسائي في ذمة الله ...

data:post.title

سالم بن درويش العيسائي في ذمة الله ... 


الموظف في وحدة التفتيش بكفاءات تحمل التقدير 


الأحد  ٢٠٢٥/٤/٢٠ 

الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ 


بقلم: جاسم بن خميس القطيطي 





عندما التقيت به في العمل المشترك بوحدة التفتيش في شمال الباطنة، كان يتواصل معي دون أن ألتقيه شخصيًا، وكان يعمل حينها في إحدى مديريات وزارة العمل بصحار. ما لفت نظري عند الاقتراب منه، وطقوس تأدية عمله، هو ذلك الاستيعاب الذي يحمل الكفاءة الدقيقة لكل ما يتطلبه العمل. والحقيقة أنني في ذلك الوقت اندهشت من قدرته، وطرحت عليه سؤالًا: "ما شاء الله، تملك معرفة دقيقة بالعمل الذي تقوم به، رغم الفترة الزمنية القصيرة منذ بدءك العمل." حينها أوضح لي أنه يعمل في مكتب العمل بقسم التراخيص، ولديه إلمام بالتسجيل والمعاملات ومقابلة الجمهور، ويؤدي واجبه العملي اليومي بكل ما يُرضي من حوله.


نال حب زملائه وتقديرهم، وكان ذلك الاجتهاد الذي يقدمه في قسم التسجيل قصة إدراك وعملٍ متقن، يُقابَل بكل التقدير والحفاوة.


الموت، بقسوته، اليوم يقدم مشهدًا من الحزن الشديد، يحاكي الحنين وسط غربة الحياة القصيرة. فالموت وتلك الأقدار مكتوبة بيد المولى عز وجل...سبحان الله، يأتي فجأة، في غمضة عين، دون سابق إنذار...



وراحت "الطريف" بصحار تناجي اللطف والمواساة لفقدٍ مؤلمٍ، كتب الحزن على ناصية الطريق، ورافقه رحيل مفرداته تحمل الغصّة والنحيب. ذلك الموت، وذلك اللحن الكئيب، هزّ أركان المكان بين بلدته وزملائه في العمل.

لكن لا رادَ لقضاء الله، ولا اعتراض على حكمه، فنحن راضون بما كتبه الله، ونسأل الله أن يجعل قبره مع الشهداء والصديقين، وأن يُكرم نزله، ويمنّ كتابه، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة. اللهم آمين.


يبقى الموت والفقدان يتركان فينا مساحات من المعاني السامية، لِما كان يحمله من إخلاصٍ وعطاءٍ في سماء منظومة العمل، ويستحق كل التبجيل.


ونتقدم، نحن أسرة العمل في وحدة التفتيش بشمال الباطنة، إلى ذويه بخالص التعازي والمواساة، سائلين الله أن يتغمد روحه برحمته، ويطهر تربته، ويجعل مثواه جنات النعيم.


سالم بن درويش العيسائي كان يحمل بيننا كل تباشير الكفاءة في عمله، وكل المهنية المشعّة بالتقدير.

إنا لله وإنا إليه راجعون.


يبقى سالم رمزًا للعطاء، وخبر رحيله هزّ تقاليد ذلك المكان، وأفقدنا جمال ما قدّمه من صنيع العمل.

لا نملك إلا أن نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وعسى الله أن يُبدله دارًا خيرًا من داره، في جنات النعيم...

"أبو وجد"، رحيلك يحمل صدق الطيب، لتلك الروح التي كانت تعانق الجميع بنقاء سريرتك...


عظّم الله أجركم، لأهله وذويه.

ويبقى الفقدان مؤلمًا... حزينًا. 

Abrar Al-Rahbi
الكاتب :