الهارب

data:post.title

 الهارب 

الحلقة قبل الأخيرة


     سقوط البطل 

       ــــــــــــــــ


في الحلقة الماضية، طعن طرماح راشدًا بسكين، سقط على إثرها من أعلى السلم.. 

...... 

سقط راشد والدماء تنزف منه بغزارة، في حين كانت الصالة لازالت مظلمة، إلا من أضواء مصابيح يدوية بدأت تنتشر في المكان، إبتسم طرماح وهو في غاية السرور، ظنا منه أنهم باقي أفراد عصابته قد وجدوا طريقة ما للخروج من المخزن. ولكن خاب ظنه حين وجد المفتش مهيب أمامه يسلط ضوء مصباحه على وجهه. 

سارع رجال الشرطة بالقبض على طرماح الذي لم يتمكن من إبداء أي مقاومة.

ـ الحمد لله أنكم وصلتم في الوقت المناسب، قالتها خزنه..

ـ بمساعدة الخالة شريفه تمكنا من الوصول إليكم بسرعة، لقد اخبرتنا بكل شيء، هكذا عقب المفتش ثم أتبع كلامه بسؤالها عن حالهما..

ـ نعم نعم أيها المفتش مهيب نحن بخير ولكن، توقفت خزنه عن كلامها، بعد أن الجمها الصمت وغاصت كلماتها في جوفها حين نظرت بأسى شديد إلى راشد. بادلها المفتش النظر إلى ذلك الجسد الملقى على الأرض.. المضرج بالدماء. قال المفتش وقد إعترته الدهشة:

ـ من هذا الشاب الملقى على الأرض؟! إنه ينزف بشدة، يجب أن نحمله إلى المشفى بسرعة، قالها بانفعال شديد، بينما اضطربت العجوز وتملمت وهي تحرك يديها يمنة ويسرة، وحارت في الرد على سؤال المفتش، إلا أن بيان سارعت في الرد وهي تضع قطعة قماش على مكان الجرح كي توقف النزيف:

ـ إنه رجل هب لنجدتنا من خارج المنزل، حين سمع صراخنا. 

ـ ياله من رجل شهم ونبيل، أشعر أنني التقيت به من قبل، قالها المفتش، تدراكت خزنه الموقف هذه المرة..

ـ كما قالت لك الفتاة أيها المفتش، هذا الفتى هب لنجدتنا مخاطرا بحياته.


لم يتبين مهيب وجه راشد جيدا، إلا عندما صوب ضوء مصباحه نحوه، أدرك حينها من يكون هذا الشاب، لكنه لزم الصمت حتى يتماثل للشفاء ويتم التحقيق معه. 


كانت الخالة شريفه تراقب الموقف وقد استأجرت شاب ومعه حماره، في حال تطلب ذلك مساعدة راشد على الهرب بعد أن تبلغ هي الشرطة، فلم تكن تقوى على أن تقود الحمار بنفسها، ولكن الأمور سارت على غير المتوقع.د، فإصابة راشد على هذا النحو لم تكن في الحسبان، إنها تبحث عن طريقة لإخراجه من قبضة المفتش. شعرت بيان بذلك، فقد أخبرها راشد أنه اتفق مع الخاله، لإعداد خطة إخراجه من المنزل، في حال لم يتمكن من الخروج بنفسه، بحثت بيان عن حيلة تحتالها لإخراج راشد حتى واتتها فكرة ذكية..

ـ يوجد في المخزن باقي أفراد العصابة، حبسهم هذا الشاب، إليك المفتاح، ولكن الزم الحذر يا سيدي المفتش، إنهم من عتاة المجرمين ويجب أن يذهب كل رجالك للإحاطة بهم، رأى المفتش أنها فكرة سديدة بما أنه قبض على طرماح وغضبان، وهاهو المشرد الذي يبحث عنه غارقا في دماءه ليس له القدرة على الحركة، فأرسل جميع رجاله حيث يتواجد رجال طرماح،

كانت تلك فرصة مواتيه للخالة شريفه كي تسحب مع بيان وخزنه والشاب صاحب الحمار راشدا إلى الخارج من الباب الخلفي للمنزل بعد أن ذهب المفتش ورجاله للقبض على العصابة. 

ـ أين الرجل الذي كان ملقى هنا أيتها الفتاة، قالها مهيب مضطربا.. 

ـ لا أدري.. قالتها بيان وهي تتصنع الخوف والارتباك وتشير إلى المكان الذي سقط فيه راشد، لقد قام فجأة يا سيدي وأخذ يعدو رغم الجراح والدماء التي تنزف من ظهره، فلم أتمكن من منعه، تابع المفتش بيان وخزنه بنظرات يشوبها الشك.. ثم قال:

ـ لابد وأن وراء هذا الشاب أمر ما، سوف أنتظر زيارتكم لي غدا صباحا أنت وعمتك كي نحقق في حادثة الليلة.


تمكنت الخالة شريفه أخيرا من إدخال راشد إلى منزلها فاقدا للوعي بعد أن وضعت قطعة قماش على مكان الجرح حتى يتوقف النزيف، بعد ذلك قامت بنقد صاحب الحمار مبلغا من المال، إلا أنها فوجئت بجابر يدخل منزلها عنوة وقد جحظت عيناه واعتراه الاضطراب الشديد، بينما تسمرت الخالة شريفه في مكانها.. 


أفلت راشد من قبضة المفتش..

ما مصير راشد بعد أن أكتشف جابر مكانه..