لوحة بدائية

data:post.title

 لوحة بدائية


تَسَاقَطَ النَّوْمُ فِي حِجْرِيْ عَلَى حَجَرٍ

فَاسْتَيْقَظَ النَّوْمُ حَتّى أَيْقَظَ الْحَجَرَا


وَكَانَ مُبْتَدَأُ الْمَعْـــنَى بِلا خَبَرٍ

وَأُرْبِكَ المَاءُ مُذْ كُنّا لَهُ الْخَبَرَا


وَالمَاءُ مَا كَانَ كَالْمَاءِ الّذِيْ انْبَجَسَتْ

بِهِ السَّوَاقِيْ فَجَارَى جُرْفَــهَا فَجَرَى


كَذَلكَ الطِّيْنُ لَا تُخْشَى طَرَاوَتُهُ

إِلّا إِذَا هَضَمَتْ تَقْوَاهُ مَنْ فَجَرَا


فَإِنْ تَمَلْمَلَ مَاءٌ تَحْتَ صَخْرَتِهِ

تَخَيَّلَ الصَّخْرُ وَهْمَاً أَنَّهُ انْفَجَرَا


وَقِيْلَ قَبْلَهُمَا مَا كَانَ مِنْ عَطَشٍ

إِلّا إِلَيْكَ وَكَانَ الْغَيْـمُ مُخْتَـصَرَا


فِي غَيْمَةٍ عَبَرَتْ سَهْوَاً عَلَى عَجَلٍ

لكِنَّها أعْرَبتْ عنْ كـلِّ مَنْ عَبَــرَا


فِيْ جُمْلَةٍ سَهْلَةٍ مَرَّتْ عَلى قَدَرٍ

فَجَاءَ وَجْهُكَ مِثْلَ المَاءِ مُقْتَدِرَا


مَا كَـانَ غَيْـمُكَ إِلّا مُزْنَـةٌ خَطَـرَتْ

وَأَفْصَحَتْ عَنْ هَوَاهَا الْبِكْرِ فَانْهَمَرَا


وَكَانَ كُلُّ ضَمِيْرٍ ظَاهِرَاً أَبَدَاً

إِلّا هَـوَاكَ فَعَـنَّا كَانَ مُسْتَـتِرَا


وَكَادَ لَوْلَا الْهَوَى نَبْقَى بِلَا مَطَرٍ

وَظَلَّ نَخْلُكَ عُشْبَاً يَغْسِلُ الْمَطَرَا


وَقَبْلَ نّخْلَتِنَا مَا كَانَ مِنْ شَجَرٍ

وَلَا الْعَصَافِيْرُ قَبْلاً تَعْرِفُ الشَّجَرَا


فَقِيْلَ لِلطّيْنِ كُنْ شَيْئَاً بِـلَا عُقَــدٍ

فَمَا أَطَاعَ وَغَالَى وَاسْتَوَى بَشَرَا


فَمَلّأوا الْأَرْضَ إِيْمَانَاً وَزَنْدَقَةً

وَتَاهَ مُؤْمِنُهَا فِي ظِلِّ مَنْ كَفَرَا


إِنْ قَامَ أَوْ حَاوَلَتْ رِجْلَاهُ ثَانِيَةً

إِمَّا تَبَعْـثَرَ أَوْ فِيْ ظِلِّـهِ عَـــثَرَا


وَخُـلَّبٌ ضَــحْكَةُ الْمَأْزُوْمِ يَابِسَةً

وَمِخْلَبٌ فِيْ زَوَايَا الْعَيْنِ إِنْ نَظَرَا


أَقُوْلُهَـا مَرَّةً أُخْـرَى بِـلَا وَتَـرٍ

لَعَلَّكَ الْآنَ تَدْرِيْ مَا بِنَا وَتَرَى


هَذِي الْمَوَاوِيْلُ تَمْضِيْ دُوْنَمَا أَثَرٍ

لَكِنَّـهَا رَسَـمَتْ فِيْ الْأَنَّةِ الْأَثَــرَا


فهَكَـذَا نَـحْنُ مَجْبـُوْرٌ وَمُنْكَــسِرٌ

أَوْ مِثْلَمَا شِئْتَ مَهْزُوْمَاً وَمُنْتَصِرَا


وَهَكَذَا نَحْنُ لَا نَحْنُوْ عَلَى أَحَدٍ

وَلَا نَحِنُّ لِأَيٍّ غَابَ أَوْ حَضَرَا


ناجي ابراهيم