تأملات قرآنية

data:post.title

 تأملات قرآنية 


كتبت: هدى الحراصية



 وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [الأنعام:١٥١]


وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا[الاسراء:٣١]


الآية "نحن نرزقكم وإياهم"، تأتي في سياق الحديث عن الرزق الذي يمنحه الله للناس، حيث تشير إلى أن الله يرزق الآباء (أنتم) وأيضًا الذين يُشار إليهم بـ "إياهم" (أي الأبناء أو الضعفاء أو غيرهم). في هذه الآية، التركيز على الآباء واضح، حيث يُظهر أن الله يعتني برزقهم، بالإضافة إلى رزق الآخرين. وهذا يكون في حالة الفقر الواقع على الأهل.


أما الآية "نحن نرزقهم وإياكم"، فإن التركيز هنا ينقل إلى "هم" (الأبناء) ويعني أن الله يرزقهم أولًا، ثم يذكر الآباء. هذا قد يبرز أهمية الرزق الذي يتلقاه الأبناء، ويشير إلى أن الله يعتني بهم أيضًا. وهذا في حالة خشية الفقر رغم عدم وقوعه.


الفرق الجوهري بين الآيتين يكمن في التركيز على من يُعطى الرزق. في الأولى، الآباء هم في المقدمة، بينما في الثانية، يُبرز الأبناء كأهميتهم في سياق الرزق.


باختصار، الآية الأولى تؤكد على رزق الآباء مع الأبناء، بينما الثانية تشير إلى رزق الأبناء مع الآباء، مما يعكس مفاهيم مختلفة حول الرزق والعناية الإلهية الدقيقة.

وختامًا لست مفسرًا إنما متفكرًا فقط.