رمضان فرصة
محمد بن سعيد المسقري
هنيئا لكم أرواحا تصافَت، مع أقدام في قيام رمضان تصافَّت، وطوبى لكم ما تتقربون به من سجود وركوع، وما يرافقه من تدبر وخشوع، وما تسحّونه رغبا ورهبا من نقي الدموع ..
إن أرواحًا سعى بها حب الخير إلى الحرص على صلاة التراويح بخشوع وإخبات، حري بها أن تتشوق لدوام هذه النسمات، وإن أقداما اصطفت خلف الأئمة في صلاة القيام لا تعجز عن اتخاذ ورد بضع ركعات باقي ليالي العام ..
لقد انتدبتم أيها المؤمنون لقيام الليل في كتاب الله، وقام نبيكم صلى الله عليه وسلم - حتى تورمت قدماه، وقد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيا سعدا لمن حرص على اقتفاء أثره بكل ما استطاع وتيسر..
تُرى ما الحكمة من أمر النبي – صلى الله عليه وسلم - بقيام الليل إلا قليلا، أو ينقص منه أو يزيد عليه، في أوائل ما نزل عليه من القرآن؟
لنتأمل معًا.. " يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلا. نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا"
*أنظروا إلى ما جاء بعد هذا الأمر : "إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا"* ؛ فقيام الليل من أكبر المعينات على تحمّل أعباء الدعوة ومشاقّها، والصبر على طاعة الله والمداومة عليها.
وله ما له من الفوائد والثمرات الروحية والفكرية والصحية الكثيرة ما لا يسع له المقام.
👈🏻 فهلّا جعلناها دورة روحية، ومحطة إيمانية، تحلق بها أرواحنا، وتزكو نفوسنا، ونغيّر بها مفردات حياتنا بإيجابية، تبعث فينا الهمة، وتشعل في نفوسنا شغف السعي للقمة، وتمدنا بوقود إيمانيّ نسير به في درب طاعة الله، في زمن كثرت فيه الفتن والمغريات، وانتشرت فيه الصوارف والملهيات.
واصلوا المشوار أيها الكرام، واجعلوه قياما لله مدار العام..