أهمية المجالس العامة في المجتمعات العمانية
كتبه: سعيد بن خميس الهنداسي
مما لا شك فيه، أن للمجالس العامة في بيئة المجتمعات العمانية دورٌ بارز ومهم، بل إنها تعد إرثًا عمانيًا أصيلًا جسّدته السبلة العمانية من قديم الزمن. فكانت مثل هذه المجالس تسهم في زيادة اللحمة الاجتماعية بين أفراد المجتمع، ومليئة بالدروس المفيدة التي يتلقاها الأبناء بشكل مباشر من خلال أقوال أو أفعال الآباء ومشاركة الأجداد على مر الزمان. كما أنه لا يمكن إنكار دورها البارز في مناسبات الأفراح أو الأتراح بشكل عام. كما أنها قامت بأدوار اجتماعية وفي مختلف مجالات الحياة حيث أنه من خلالها يتم التشاور والتلاقي والتلاحم بين أفراد المجتمع.
إن المجلس يعد مكانًا شامخًا يعكس أدواره المختلفة في المناسبات الدينية والاجتماعية والثقافية، ويعد مكانًا خصبًا للشورى وتبادل وجهات النظر المختلفة وإبداء الرأي وإدارة النقاش والحوار في كل ما يهم أبناء المجتمع فيما يتعلق بشؤون حياتهم، وأمر معاشهم مما يمثل أرقى صور الوحدة في رعاية المصالح المشتركة. وأيضًا هناك دور بارز للمجلس في المحافظة على نسيج المجتمع وترابطه وتلاحمه وذلك من خلال المحافظة التمسك بالعادات والتقاليد والأعراف الجميلة.
ومن حسن الطالع أن تحظى الكثير من مناطق السلطنة بعمل مشاريع مجالس بدعم ومساهمة مجتمعية خالصة لتظهر مدى التلاحم الاجتماعي والشراكة المجتمعية من خلال مد يد العون والمساعدة وبمساندة كافة أفراد المجتمع وأصحاب الأيادي البيضاء وقطاعات المجتمع المختلفة. وأول خطوات العمل تبدأ من خلال اجتماع الأهالي العام، ثم تكوين مجموعات العمل التطوعية، وتشكيل لجان العمل التي يحتاج لها المشروع، بما فيها من مجموعات تختص بحصر أسماء الأهالي وتخصيص بعض الأفراد لمتابعة دفع المبالغ، وأيضًا العمل على اختيار وكلاء للمجلس واستلام صورة الرسم المساحي ( الكروكي) واستلام صورة الملكية وفتح حساب بنكي ليسهل على المستهدفين من عملية الدفع. واستلام العلائم وعمل خرائط واستخراج اباحة البناء واختيار المقاول المناسب، والتنسيق مع الاستشاري ومتابعة سير العمل حتى الانتهاء من جاهزية المشروع وتأثيثه.
فبناء مثل هذه المجالس اليوم يعد بلا شك ظاهرة حميدة تعيد للمجالس العمانية مكانتها وأدوارها التي قامت بها في السابق، بل حاجتها اليوم صارت أكثر لتقوية الترابط الأسري والمجتمعي والثقافي والرياضي والديني من خلال عمل المحاضرات والندوات والأنشطة المختلفة بها.