المتغطرس

data:post.title

المتغطرس 


بقلم:  بدرية بنت مبارك الدرعية










ذكر عبد المنعم مدبولى أنه كانت له جارة و زوجها كان معتقل، وبعد عناء تمكنت من زيارته، ذهبت للسجن الحربي و معها ابنتها والتقت بضابط السجون حمزة البسيوني ودخل زوجها الزيارة فى وضعية الكلب وقال له البسيوني : انت ايه ؟! فأجاب قائلا : أنا كلب يا بيه، و قال له : الكلب بيعمل ايه؟

قال : بيهوهو يا بيه، قال له : طب إعمل زي الكلب، فهوهو الرجل.

من هو حمزة البسيوني ؟!

ملك التعذيب مدير السجن الحربي


اللواء حمزه البسيوني قال له مسجون ألا تتقي الله؟!  قال لو ربنا بتاعك نزل هحبسه في سجن انفرادي، وتمر الأيام و السنون وتأتي نكسة ٦٧ ثم تصدر القرارات بإحالة البسيوني على المعاش والقبض عليه والتحقيق معه فيما هو منسوب إليه من انحرافات، ووُضع في السجن عامين، وبعد خروجه من السجن ظل حمزة البسيوني غائبا عن الأضواء حتى جاء يوم ١٩ نوفمبر عام ١٩٧١ أول أيام عيد الفطر المبارك، كان حمزة مسافرا من الإسكندرية إلى القاهرة ومعه شقيقه راكبا إلى جواره واصطدمت سيارته باحدى السيارات المحملة بحديد مبان ومات حمزة و شقيقه وتعرضت جثته لتشويه غريب نتيجة دخول عدد من الأسياخ الحديد فيها.

مات حمزة البسيوني بعد أن سفع الله ناصيته وجعل موته عبرة لمن يعتبر، وعند موته أبى النعش أن يدخل به المسجد ليصلى عليه وحبسه الله داخل نعشه و التصق به و لم يصلى عليه و غسل إحدى عشرة مرة لانه كان يتبرز وهو ميت وتعجب المغسلين وجلبوا طبيب خشية أن يكون حيًا، فأقر الطبيب أنه ميت، لكن الله يعذبه ودفن و هو يتبرز ولم يجد الاطباء تفسير طبي لذلك.


هناك من يأخذ دور البطولة في كل ميدان فيسرد قصصه ويشير إلى نفسه أنه هو الأفضل ، يدلي إليك بنصائحه ويقدم لك دروسا وإن لم تطلب منه ذلك فهو الخبير في كل شيء نظرته ثاقبة إذ إنه لا يخطأ أبدًا، يقاطعك في حديثك وخصوصا إذا كان له رأيا مغايرًا ولا يؤمن إلا بأرائه، ينظر لمن هم حوله بإزدراء ويتجاهل ما ينجزونه، فهو يركز فقط على نفسه وإنجازته.


وقد عرف اليونانية القدماء الغطرسة على أنها أفعال تهين الضحية من أجل متعة أو إرضاء المعتدي، وفي أثينا القديمة هو الإستخدام المتعمد للعنف والإذلال والإهانة، والمتغطرس يميل إلى المبالغة بنظرته إلى ذاته وأنه ذو قدرة ومعرفة وأهمية كبيرة، كما أنه يستحق أن يكون فوق القانون.


أن الشخص المتغطرس عنجهي متكبر مغرور مندفع ومتهور، في أعتقاده أنه يستحق كل شي فهو يفقد الإتصال بالواقع، يرفض الشعور بالمسؤولية أمام الآخرين، ثقته بنفسه ضعيفة مر بتجارب أدت به الى شعور يحتاج إلى أثبات نفسه ويجد صعوبة في مواجهة الحقائق المتغيرة، كما إن لديه ضعف في الوعي الأخلاقي.

لذا عند تعاملك معه حاول أن تحتفظ بهدوئك وتنفس بعمق حتى يتسنى لك التفكير بوضوح وتكون أكثر حكمة في إتخاذ القرارات كن واضحا ومنطقيا معه، وضع له حدود مع معاملته بلطف، ولا تأخذ الأمور بشخصنة.

 إن من عواقب الغطرسة تدهور العلاقات الإجتماعية، فيصبح من الصعب على المتغطرس تكوين علاقات عميقة ومستمرة.

ولهذا نهى الإسلام عن الغطرسة وذكر الله في القرآن الكريم الأقوام التي هلكت بسبب غطرستها وتكبرها كقوم عاد وهود وصالح ولوط، وفرعون عندما طغى في الأرض وأدعى الربوبية فكانت عاقبته الغرق وبقيت جثة عبرة لنا إلى أن تقوم الساعة.

وكذلك النمرود عندما أدعى أنه إله، وتحدى النبي إبراهيم عليه السلام فكانت عاقبته أن أرسل الله إليه ذبابة فدخلت في إذنه وأستمرت في الطنين حتى مات.


هناك حقيقة يجب أن نتذكرها أننا نحن بني البشر أناس ضعفاء نحتاج إلى الله خالقنا في كل همسة وسكنة والتكبر ينافي هذه الحقيقة، لذلك علينا أن نتذكر نعم الله علينا، وأننا ومانملك وما بنا من نعم هي من الله وإلى الله. 

Abrar Al-Rahbi
الكاتب :