تعرَّف على فوائد شجــــــــــرة النخيل المباركة
بقلم : درويش بن سالم الكيومي
تعتبر النخلة من الأشجار المباركة، فهي تتميز بكثرة خيرها على الإنسان وسائر المخلوقات على وجه الأرض، مثل الحيوانات والطيور وغيرها من الكائنات الحية، وكذلك في دوام ظلها وطيب ثمرها ووجودها على الدوام، إن شجرة النخيل التي نتحدث عنها تختلف كليًا عن بقية الاشجار المثمرة، حيث إنها شُبِهّت بالإنسان المسلم والرجل الصالح من كرمها الزائد وكثرة خيرها على البشر بشكل عام، وتكثر زراعة شجرة النخيل في مختلف قرى وولايات ومحافظات السلطنة الحبيبة، وقد كرَّم الله النخلة بذكرها في القرآن الكريم كشجرة مباركة، وهي الشجرة التي حن جذعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فارقه شوقًا إلى قربه وسماع كلامه، وكذلك هي التي نزلت تحتها السيدة مريم ابنة عمران عندما أتاها المخاض وهي تلد سيدنا عيسي عليه السلام، وقيل في حديث عن النخلة " اكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه سيدنا أدم عليه السلام " .
والنخلة تعيش في البيئة القاسية رمز الصلابة والصبر ومهما انحنى جذعها أو التوى تستمر في العطاء ( كن كالنخلة تموت واقفة وتبقى شامخة )، تشتهر شمال السلطنة بالكثير من أنواع النخيل بالقرى الجبلية والساحلية والمدن ما عدى محافظة ظفار التي تتميز في فصل الصيف بموسم الخريف والبرودة، فالنخلة يحتاج ثمرها إلى جو مشمس وحار حتى ينضج الرطب، ولله الحمد النخلة يعتمد عليها اعتماد كلي وخاصة في موسم القيظ وغيره من المواسم الأخرى وخيرها يتواصل إلى العام المقبل .
إن فوائد شجرة النخيل كثيرة جدًا ومتنوعة الفائدة سواء كانت للإنسان أو الحيوان أو الطيور وغيرها من الكائنات الحية، بحيث أن ثمار النخلة يؤكل رطبًا ويابس وهو غذاء وقوت وحلوى وشراب وفاكهة، وكذلك يستفاد من جذع النخلة في البناء والتشييد وصنع الآلات والأواني التي يقدم بها الأكل للحيوانات، ويتخذ من خوصها في صناعة الحصر والمكاتل والمراوح وغيرها من الصناعات السعفية، كما تصنع من ليفها الحبال والحشايا ويستفاد من نواة بلحها في صناعة علف للإبل والأبقار والمواشي، بالاضافة إلى أن نواها دخلت حديثًا في صناعة القهوة العمانية تسمى محليًا ( قهوة النوى ) وفي صناعة الأدوية والكحل، ولو نظرنا في جمال النخلة في ثمرها من بداية الطلع والنبات والتحدير وحسن هياتها وبهجة منظرها وطيب نضج ثمرها بألوانها الثلاثة الأحمر والأصفر والأبيض، وصنعته وبهجته لا شك بأنه تسر منه النفس وينفطر لها القلب وتبتهج منه العين عند التمعن في رؤيتها عن قرب، فرؤية النخلة مذكرة إلى فاطرها وخالقها عز وجل وفي بديع صنعته وكمال قدرته وتمام حكمته، ولا شيء أشبه بشجرة النخيل من الرجل المؤمن إذ هو خير كله ونافع ظاهره وباطنه.
لقد ذكرت فوائد تمر النخيل في أكثر من حديث، فهي علاج وشفاء لمن تناولها وواظب على أكلها كل صباح، وقيل ثلاثة مظاهر تذهب الحزن عن المرء وهي القمر في ليلة بدر، والماء الجاري، وسعف النخل حين يعانق السماء ، "عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي " صلى الله عليه وسلم " أنه قال " من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر "، وعن حديث جابر وأبي سعيد رضي الله عنهما عن النبي " صلي الله عليه وسلم قال : " العجوة من الجنة وهي شفاء من السم والكماة من المن، وماؤها شفاء للعين "، وأيضًا يستخرج من التمر عسل طيب المذاق وهو وجبة صحية في وقت الفطور، وقد اختلف الناس في تفضيلها كشجرة طيبة مباركة عن بقية الأشجار ولكن قارن الله عز وجل بينهما في كتابه العزيز، وما أقرب كل شجرة من الأخرى في طيب المأكل والمذاق وإن كانت كل شجرة تنفرد بثمرها ونفعها وإلى الأرض التي تنبت بها وتوافقها أفضل وأنفع إليها، فسبحان الله الذي خلق لنا الأشجار الطيبة التي تظلنا وتهدينا ثمرًا شهي وأكل جميل طيب المذاق ودواء وشفاء من الأمراض، اللهم لك الحمد والشكر والثناء على نعمك التي لا تعد ولا تحصى على وجه الأرض .