تنمية الذات، تطوير النفس، كيف تنجح، كيف تكون ثري..
بقلم : هدى عبدالله الحراصية
مصطلحات منتشرة وهي مصدر ثراء لأصحاب تلك الشعارات، ولكن هل يستفيد المستمع لهم؟
هل يصبح أفضل؟هل يبلغ الثراء المطلوب كما وعدوه؟، ربما ولربما يدفع ليرفع محتوى حساباتهم البنكية فقط.
كيف نسيتم يا سادة أن كل تلك الشعارات تعلمناها منذ نعومة أظفارنا في قواعد الدين، نحن أمة تربَّت على التحفيز الذاتي في كل تعاليم حياتنا الدينية، فصلاة الفجر تعلمنا الاستيقاظ مبكرًا باستغلال طاقة الجسم والعقل في الوقت الصحيح والقدرة على مجاهدة الكسل والتغلب على ضعف النفس، الصلوات الخمس تعلمنا احترام المواعيدوتعلمنا المواظبة والاستمرارية التي هي السر الأعظم للنجاحات...وتعلمنا أن الاعمال بالنيات وأن الله عند حسن ظن عبده به إن كان خيرًا فخير وإن كان غير ذلك فله ما ظن لنعلم أن طاقة الجذب وقوى الكون ترتكز على الأشياء المحفورة في عقل الإنسان الباطن، فإن كان إيجابي محبًا للحياة متفائل لا يؤمن بالمستحيلات مؤمن بقدرته على إقناع الكون بكل ما فيه بأن ينساق لمطالبه سيكون إنسان له شان عظيم يتملكه الرضى عن النفس، وإن كان سلبي متشائم يبتكر الأعذار للفشل بقى في نقطة العجز وانساقت له الويلات.
إن الحظ يا سادة هو ما نزرعه في خافي عقولنا، الحظ هو المعتقد الذي نؤمن به من صميم أرواحنا، نحن من نتحكم في نجاحنا أو فشلنا، نحن من نتحكم في حظوظنا، نحن من نزرع بذرة مستقبلنا ولا نحصد إلا ما زرعنا.
أخبرني أحدهم يومًا أن أول أسباب التقدم أن نتحمل مسؤولية ما حدث ويحدث وسيحدث لنا وأن لا نبحث عن سبب أو عن شخص نلقي عليه بالملامة، تحمل الإنسان مسؤولية خط سير حياته هي نقطة الإنطلاق الصحيحة التي تجعلنا نتغير ونغير الأحداث من حولنا، يأتي الوضوح إذا قمنا بإزالة التشويش المحيط بعقولنا بأعذار وهمية وملامة لا ذنب فيها إلا لإرادتنا الضعيفة قد تتأخر النجاحات وقد يطول الدرب ولكن اليقين بأننا على الدرب سيوصلنا مهما علت مطالبنا.
تعاقد مع نفسك على غدٍ أفضل مهما بلغت من العمر ومهما كانت إمكانياتك ومهما بدت الأمور مستحيلة..، غير كل ذلك بثقة ويقين في الله وفي نفسك ولن تحتاج لمنصات تغير الذات ومدربين تطوير النفس، توقف عن رفع دخل الآخرين وارفع نفسك فلست أقل مقدرة وعقلاً منهم، ولكل (مدرب) أو (محاضر) لا تنتظروا اعتذراي فلست من وضع تلك القواعد التي غفل عنها الخلق...، إنما أنا مذكر بها فقط.