القائد الكشفي قائد تربوي

data:post.title

 بقلم : هاشل السريحي 


تنطلق الحركة الكشفية من هدف رئيسي وهو مساعدة الفتية أو الشباب على تنمية طاقاتهم الجسمية والعقلية والإجتماعية والروحية، كأفراد وكمواطنين مسؤولين وكأعضاء في مجتمعاتهم المحلية والوطنية والعالمية. ومن هذا الهدف الذي تنطلق منه الحركة الكشفية، نجد أنها تتعامل مع شريحة كبيرة من أفراد المجتمع؛ حيث أنها تتعامل مع الشخص في مراحل عمرية مختلفة، ففي الطفولة من سن السادسة حتى سن التاسعة وتسمى هذه المرحلة بمرحلة البراعم، ومن التاسعة حتى الثانية عشرة وتسمى هذه المرحلة بمرحلة الأشبال، ومن الثالثة عشرة حتى الخامسة عشرة وتسمى هذه المرحلة بمرحلة الفتيان، ومن سن السادسة عشرة حتى الثامنة عشرة وتسمى هذه المرحلة بمرحلة الكشاف المتقدم، وما بعد ذلك تسمى مرحلة الجوالة.  وبالنظر للهدف الرئيسي للحركة الكشفية نجد أننا لن نتمكن من تحقيقه إلا إذا استطعنا أن نقـدم أنشطة تقوم على أساس إحتياجات ورغـبات وتطلعات الفتية والشباب، متمشية مع قدراتهم الجسمية والذهنية والإجتماعية والروحية، وتختلف هذه الإحتياجات باختلاف سنوات العمر للكشافة أو الجوالة، فاحتياجات البرعم الذي في السابعة تختلف عن الشبل الذي في التاسعة، كما تختلف لدى الفتى في الحادية عشرة ، ولدى الكشاف في السابعة عشرة ، ولدى الجوال في العشرين من العمر، فلكل مرحلة عمرية خصائصها واحتياجاتها، وهذه الأنشطة تقدم للكشافين بطريقة كشفية متميزة تساعد في تحقيق هذه الإحتياجات وتكامل شخصية الأفراد وهي نظام متدرج للتثقيف الذاتي للفتية والشباب.

 والطريقة الكشفية تتكون من خمسة عناصر مترابطة ومتكاملة وهي : الوعد والقانون - التعليم بالممارسة - نظام الشارات - نظام المجموعات - حياة الخلاء - الإطار الرمزي - دعم الراشدين. ولأن الحركة الكشفية حركة تربوية متكاملة إذ تجعل من ميول الفتى منذ صغره وسيلة لتنشئته النشأة الصالحة ، وتعده لحياة أفضل مستمدا ذلك من الوعد والقانون وتمكنه من خدمة وطنه ، وهي حركة تطوعية غير سياسية، كما تعرف بأنها حركة تربوية للشباب ذات طابع تطوعي لا سياسي، مفتوحة للجميع دون تفريق في الأصل أو الجنس أو العقيدة.  هذا هو التعريف العالمي للحركة الكشفية، والقائد الكشفي هو مدار الوحدة الكشفية وله دور تربوي كبير وهو الذي يحتك بأفرادها وهو القدوة العملية لهم ، والمعلم والقائد والمرشد والصديق لهم وعليه مساعدة الوحدة الكشفية في تنفيذ برامجها على ضوء الطريقة الكشفية هدف الحركة الكشفية، طبقاً للفلسفة التربوية للكشفية ، يولد كل فرد متمتعاً بقدرات وطاقات فريدة يمكننا العمل على تنميتها في اتجاه بنّاء، وحتى يمكننا الإستفادة من هذه الطاقات وتوجيهها التوجيه الجيد ، يتعين علينا تنمية كافة قدرات الفرد - البدنية والعقلية والروحية والعاطفية والاجتماعية – في الاتجاه التربوي الصحيح ، وحيث أن الحركة الكشفية تهدف إلى مساعدة الفتية أو الشباب على تنمية طاقاتهم الجسمية والعقلية والإجتماعية والروحية كأفراد وكمواطنين مسؤولين وكأعضاء في مجتمعاتهم المحلية والوطنية والعالمية، بتحليل هذا الهدف الذي تنطلق منه الحركة الكشفية نجد أنها تتعامل مع مرحلة مهمة من مراحل العمر فهي حركة من أجل الشباب وبخاصة من هم في مرحلة المراهقة، وهذه المرحلة تتميز بعدة سمات من أهما : 1. النمو الواضح المستمر نحو النضج في كافة مظاهر وجوانب الشخصية 2. التقدم نحو النضج الجسمي 3. التقدم نحو النضج الجنسي 4. التقدم نحو النضج العقلي 5. التقدم نحو النضج الانفعالي والاستقلال الانفعالي 6. التقدم نحو النضج الاجتماعي والتطبع الاجتماعي ، 7. تحمل مسؤولية توجيه الذات وذلك بالتعرف على قدراته وإمكاناته 8. اتخاذ فلسفة في الحياة ومواجهة الحياة في الحاضر والتخطيط للمستقبل.


 ودور الحركة الكشفية يتمثل بمساعدة الفتية على تنمية طاقاتهم الجسمية والعقلية والإجتماعية والروحية ، وهذه الجوانب لا يمكن أن تتطور بمعزل عن بعضها البعض وهذا الدور يقوم به قادة الوحدات الكشفية ، حيث يقومون بتوفير الظروف الملائمة لإجراء عملية التنمية للشباب وغرس القيم وتحقيق الأهداف التربوية للحركة الكشفية والمبادئ الأساسية التي تقوم عليها وهي " القوانين والمعتقدات الأساسية التي يجب مراعاتها لتحقيق الهدف وهي تمثل قواعد السلوك التي تميز جميع أعضاء الحركة الكشفية ، حيث تعتمد في تحقيق أهدافها على طريقتها الكشفية والمركونة من الخمسة العناصر آنفة الذكر، كما تعتمد الحركة الكشفية على ثلاثة مبادئ رئيسية تمثل قوانينها ومعتقداتها الأساسية وهي: ( الواجب نحو الله) و ( الواجب نحو الآخرين ) و (الواجب نحو الذات) " 

فالمبدأ الأول: هو أداء الواجب نحو الله تعالى، ويعني التمسك بالمبادئ الدينية وترسيخ الإيمان بالله تعالى والعمل بأوامره واجتناب نواهيه والحرص على أداء الشعائر الدينية والإلتزام بالقيم والأخلاق التي يدعو إليها. كما أن الحركة الكشفية تسعى إلى تكوين المواطن المسؤول الذي يعرف حقوق وطنه والواجبات التي تترتب عليه كعضو في المجتمع المحلي والوطني والعالمي ، والمبدأ الثاني: أداء الواجب نحو الآخرين ويتجمع تحت عنوانه عدد من الفضائل الأساسية للحركة الكشفية تتعلق جميعها بالأبعاد المختلفة لمسؤولية الفرد تجاه المجتمع ، ويمكن تعريف الواجب نحو الآخرين بأنه : - ولاء الفرد لوطنه وحبه للآخرين مع دعوته للإخاء العالمي - المشاركة في خدمة وتنمية المجتمع مع الإعتراف بحقوق الآخرين واحترامها والحفاظ على أصالة العالم. والمبدأ الثالث: أداء الواجب نحو الذات وهو مسؤولية الكشاف تجاه ذاته؛ حيث يؤكد على تحمل الإنسان المسؤولية في تنمية قدراته والسعي إلى تطويرها، وهذا يتفق تماماً مع الهدف التربوي للحركة الكشفية التي تسعى إلى مساعدة الشباب على تكامل قدراتهم. 



أهمية القائد في الحركة الكشفية  


يقول علي خليفة الزائدي في كتابة كيف تدير فرقة كشفية : "القادة هم عماد كل شيء في الكشفية بل هم محور النشاط الدائم فيها ..لذلك لا يكفي أن يحسن القائد إعطاء الإيعاز والأوامر حتى يصبح قائداً على الفتيان ولا يكفيه أن يمارس الحياة الكشفية ممارسة عادية ، بل عليه أن يعد نفسه إعداداً كاملاً فيدرس سلفاً كل ما تتطلبه منه واجبات القيادة ويتزود بالكثير من المعلومات الضرورية والتجارب التي يجب ألا تكون على حساب الكشافين مطلقاً ولا على حساب راحتهم بحال من الأحوال، والقائد الكشفي هو عماد كل شيء في الكشفية بل هو محور النشاط الدائم فيها وهو مدار الوحدة الكشفية وله دور تربوي كبير ، و عليه يُعتمد نجاح الطريقة الكشفية وتحقيق أهدافها التربوية وكيفية تطبيقه لها.

 


أهمية تحقيق القائد الكشفي لأهداف التربوية الإسلامية 

إن المسؤولية الملقاة على عاتق القائد الكشفي عظيمة جداً فهو يترأس في فرقته كشافين صغاراً تنطبع في أذهانهم ونفوسهم جميع الصور والأعمال التي تصدر عن القائد والحركة الكشفية مؤسسة تربوية هدفها الفرد أولاً ، تغرس فيه كل خلق كريم ..تعلمه الإيمان بالله..تعلمه الصراحة..تعلمه الإيثار..تعلمه التضحية في سبيل الآخرين.