بقلم : خليفة البلوشي
خبر عاجل ، ويتناقل بسرعة البرق ، وسائل التواصل ازدحمت بمعلومات الحادثة ، في بداية المتابعة لم أفهم شيء ، العالم أصبح يعيش في الضجيج .. أدعية تتداول كالسيل المنهمر .. وجُمل وسطور مغلفة بالعاطفة .. وأبيات شعرية تترحم وتمدح وسائل الإنقاذ .. تابعت الحدث بدقة متناهية ، مرة بالواتساب ، ومرة بتويتر ، ومرة بالسناب شات والتوك توك ليتضح لي سقوط طفل في بئر عميقة بالمملكة المغربية اسمه ( ريان ) .. رافقتني العاطفة كباقي المتضامنين مع الحادثة بمختلف دول العالم ، فلازمت الدعاء ( الله يلطف بهذا الطفل ويخرجه من هذه البئر ويرده لأهله سلامًا معافى ) .. من فترة السقوط يوم الثلاثاء جهود بذلت بكل الوسائل لانقاذه ، ولكن قدر الله وصل يوم السبت ليأخذ الله أمانته بعد مضي ( ٥ ) أيام برغم كل المحاولات الحثيثة الليل مع النهار ليتحول الدعاء بالفرج المفرح إلى الرحمة والمغفرة لروحه البريئة الطاهرة.
رسالتي في هذه الأسطر البسيطة، الطفل ( ريان ) تعرض لأمر من قضاء الله وقدره دون تدخل آدمي فتفاعل معه الإعلام بأسره ، فكان التركيز ملفت للنظر ، بينما هناك أطفال المسلمين من أخوة ريان يعتدى عليهم كل يوم ويدفعون فاتورة صراعات أناس يعتبرون من لحمهم ودمهم ولا يلتفت إليهم أحد ، وتسليط الضوء عليهم إعلاميًا يكاد مفقودًا .. والسؤال هذا التهويل الإعلامي لموضوع ( ريان ) رحم الله به أهله وذويه لصالح من ؟ العالم تعاطف مع حادثة البئر ، وهناك أحداث أشد قسوة قد تجاهلها العالم .. أطفال سوريا واليمن وبورما وغيرها من الدول المنكوبة يعيشون تحت برد قارس وصقيع قاتل .. جيل من أخوة ريان في الأمة العربية والإسلامية محرومون من التعليم بل حتى من التدفئة والمسكن .. يفترشون الارض ويلتحفون السماء ، يركضون في العراء القارص والصقيع لتفريغ طاقتهم ، ألعابهم مخلفات الطبيعة، ولباسهم لا يكاد يغطي أجسادهم المنهكة النحيلة ، ويتعرضون بأشد انواع الزجر والنهر والعتاب القاسي .. لا لذنب لهم سوى انهم جوعى!!! جريمة بحق الإنسانية ونسأل الله أن يغفر لنا جهلنا أو تجاهلنا لقضيتهم التي لا تحتاج للتوضيح أو الشرح .. نعم ذهب ريان .. واخوته في هوان .
ختامًا : كم نتمنى أن ينال أطفال سوريا واليمن والعراق وفلسطين وغيرهم ولو بجزء بسيط من هذا الإهتمام العالمي الذي ناله " ريان " ولا يسعنا إلا أن نقول لهؤلاء الأبرياء من أخوة ريان لكم رب لا ينساكم ، وعسى أن يغفر لنا نسيانهم.