أقم صلاتك.. في نفسك أولًا
بقلم : أحمد الحضرميتحية خالصة مغلفة بالدعاء إلى أولئك القائمون الساجدون الراكعون المرددون في كل مرة "الحمد لله رب العالمين" الحامدين الشاكرين الله سبحانه وتعالى في كل يوم وكل ساعة وكل صلاة وكل ركعة وكل حين، المعترفين بكل ما أوتوا من يقين بأنك "الرحمن الرحيم * ملك يوم الدين" الخاضعين المتذللين ب "إياك نعبد وإياك نستعين" ليس لهم إلا أنت يا الله ليعبدوك ويستعينوا بك طالبين منك المعونة على عبادتك وعلى جميع أمورهم.
إن ما أطرحه اليوم أيها القارئ العزيز ذاك السؤال الذي أصبح يدور في ذهني شاغلاً مساحة كبيرة من تفكيري متسائلاً: هل نحن مستشعرين تلك الآيات العظيمة في كل صلاة وكل حين؟! هل نحن قائمون لتلك الصلوات بعد خروجنا من المسجد؟! أم أننا في كل مرة لا نستذكر ما قرأناه أو ما عاهدنا به الله في تلك اللحظات الإيمانية العظيمة في بيوت الله وفي حضرته، حتى أصبح البعض يخرج منها وكأن الشياطين ترقص فوق رأسه، فأي صلاة يصليها ذاك الملتزم بها الذي إذا سمع إشاعة أذاعها بين الناس ونشرها ابتغاء وجه "فلان"! وكم من القيل والقال ماينقله البعض لرضى الآخرين !
ضيعنا كل تلك الصلوات ولم نقمها حق إقامتها ونسينا قوله تعالى: : "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" صدق الله العظيم، وأي صلاة يصليها ذاك الملتزم بها والذي قاطع أخوته وأرحامه بسبب أو بدون سبب حتى وافاه الأجل، لقد ضيع الصلاة وضيع العمل والله سبحانه وتعالى يقول : "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ *أُولَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ" صدق الله العظيم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأي صلاة يصليها ذاك الرجل العابد الملتزم بها الذي يستغل وقف بيت من بيوت الله لمصلحته الشخصية، لقد ضيع الصلاة والعمل، وقصة ذاك البائع الذي يخبئ الورقة النقدية الممزقة أمام عيني بين الأوراق الصالحة ويأمرني بالخروج سريعاً من المحل لأنه يريد أن يلحق بالصلاة، لم أخبره خوفاً من احراجه خرجت ليتجه هو مسرعاً إلى المسجد، والأمثلة كثير لا حصر لها، هل تحولت الصلاة عند البعض من عبادة إلى عادة، وهل تناسى البعض قوله تعالى: "اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَاتَصْنَعُونَ" صدق الله العظيم .
أيها الأخوة الكرام ما أود الإشارة إليه بعد تلك الأمثلة الحية التي سردتها من واقع نعيشه كل يوم أن "مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلَاتُهُ عَنِ الفحشاء والمنكر، فلا صلاة له" وفي رواية «مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلَاتُهُ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ، لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللهِ إِلَّا بُعْدًا» سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يقيمون حدوده ويحفظونها مأتمرين بأوامره منتهين عن نواهيه والحمد لله رب العالمين.