صـــــــرخــــــــــة مــــــديـــنـــــــــــــه
الشاعر : يعقوب الحوسني ( يعقوبيات )
القلب لو هو مدينه يشـتـكي حـزنـه حـنـيـنه
والـفرح لو هو سنـابـل يشتكي شـحّ المطـر
والمظاهر لو عـبـايا ما تـداري لـه غـبـيـنـه
دام واقـعــنــا مـرايـا والـسـكـاكـيـن الـقـــدر
آه يا صرخة مـديـنـة والصدى ضـيّـع مديـنه
ما أبـي واقـع حـيـاتي ينـقـلـب دمـع وسـهـر
ما أبي هالليل سجـنـي لا ولا همي سـفـيـنه
أو يصير الحظ عـاثـر واغـرق بـلجـة بـحــر
هـي ثواني وادعـتـني والحزن فـجّـر معـيـنه
إنطـفى نور المديـنه ؛ لا شـوارع ؛ لا بـشـر
كل شي فـجـأه تـغـيّـر ذوّب الإحساس طيـنـه
ما بـقى الا بـقــايـا مـن حنـيـن و مـن صُـوَر
ما بـقـت إلا الأماني في تـوابـيـتـك سجـيـنـه
والدمـوع اللي عـ خـدي يـرسم اللوحه قهـر
والأماكن كالثـكـالى اعتراها الشـوق جـيـنه
لين سرطن فـ الخلايا وابتدى عصف الشجر
ابتدت سطوة حنينه تنـبـش قـبـور السـكـيـنه
تـكـسـر جـناح الأماني تنـفض عذوق الحـذر
يا الزوايـا دثـّريـني عـانـقـي شـوقي دفـيـنـه
بعـثـري الاحـزان يمكن تنبت الصـدفه زهـر
لا تصحـّيـن المـواجـع ما بقى للحـزن ميـنه
كـل شي ٍ فـي كـيــانـي فـيـه أحـزانـي بــِحَــر
حتى شريان المحبه صابه بعدك غرغريـنـه
ما تحـمّـلـت المـوادع والـدمـع سـيـل انهمر
ويـن عفـريـت المحـبه والنبي سليمان وينه
يمـكـن الـهـدهـد يـدله يرجـع الـجـنـي خــبـر
يمـكـن الذكرى تـنادي تصرخ النخوه أنـيـنه
عـ الـذي جـفى مهاجر مـ التـفت عند السفر
سامحـيـني يا المدينه يا محـطـاتـي الحزينه
لو بكـيـتـك كـل جـدار وكـل ورده و كـل أثـر
غصـب عني ما تحملت الموادع يا الحنيـنه
ما تحـمـلـت الـرحـيـل ولا تحـمّـلـت القـهـر